جرت مناقشة اطروحة الدكتوراه الموسومة (إشكالية التشكيل البصري في النحت المعاصر) للباحث (علي جبر حسين) قسم الفنون التشكيلية- النحت، بأشراف (أ.د. جبار محمود ألعبيدي).

يرى الباحث ان التطور المتسارع لحركة الخطاب الجمالي المعاصر ومن خلال تنامي الرؤى الجمالية للصورة التشكيلية ، اصبح النتاج التشكيلي الابداعي يتمتع بمساحات كبيرة من بنى التطور العلمي والتقني مما اتيح تداول الصورة كتشكيل بصري ، وبالتالي لخلق هوية تشكيلية معاصرة، منحت بنية المعرفة افاق جديدة ادت الى تحولات هائلة في بنية الخطاب التّواصلي مع الآخر.

لذا تناول البحث اشكالية التشكيل البصري في بنى النحت كونه واحد من اهم الفنون المعاصرة واصبحت الفنون التشكيلية نتاجات متداخلة تبنت اليات الاظهار لتمنح لنفسها هوية التشكيل البصري حتى جاءت في اغلب الاحيان نتاجات بعيدة عن السياقات الجمالية المالوفة في فن النحت وتقنياتة واداء مضامين افكاره ومخرجاته وكذلك ذائقية تلقيه بمعنى انها نتاجات ابداعية تتمظهر بشكل تشكيلات بصرية بسبب تداخل اجناسها لتعلن ولادة هوية جديدة في عالم التشكيل البصري للنحت وهذا يعني أننا أمام إشكالية كبيرة تكمن في قراءتنا لهذا النتاج الجديد من خلال نظم التلقي التي تعايشنا معها لفترة طويلة وكذلك اشكالية اختلاف  المؤسسات الفكرية بشكل عام من خلال الدور التّقني والرقمي الافتراضي وغير ذلك، لذا كانت فصول الدراسة محاولة لتقريب الفهم لهذا المنجزات الفنية والتعرف عنها وعن مؤسساتها الفكرية وطبيعتها التقنية فكان الفصل الاول هو النظام الهيكلي للبحث كما يسعى لتحقيق اهدافه في معرفة:

1-بنية التشكيل البصري في النحت المعاصر.

2- الياته ونظم عمله وفاعليتها.

  ويتحدد البحث الحالي بدراسة التجارب الفنية ذو التشكيل البصري المنجزات الفنية المنتجة في اوربا والولايات المتحدة الامريكية، لإتجاهات التشكيل المعاصر، المتمثلة والمرتبطة بحدود البحث التي تم تنفيذها ما بين عام (2000-2015) في اوروبا والولايات المتحدة الامريكية.

   أما الفصل الثّاني فقد تعلق بدراسة اشكاليات الرؤى والمفهوم لمنظومة الفن فكانت مباحثه الثلاث، والذي تناول اولها اشكاليات الرؤى والمفاهيم للفن سواء كانت  فلسفية او جمالية تطبيقية، وكذلك البنى والعلاقات للتشكيل البصري  أما المبحث الثّاني جاء ليعرض تطورات الخبرة وتاثيرها على نتاج التشكيل البصري وكان المبحث الثالث قد احتوى على الاساليب والاتجاهات والتقنيات الحديثة لتجسيد التشكيل البصري في النحت المعاصر.

       أما الفصل الثالث فقد اهتم بألية التحليل  وطريقة التحليل لنماذج العينات المختاره من التّشكيل المعاصر وقد تركز على تجارب فنية مختلفة في الخطاب الجمالي في النحت المعاصر ضمن حدود البحث الزمانية والمكانية.

أما الفصل الرابع فخصص للنّتائج ومناقشتها،وقد توصل الباحث الى عدد من النتائج والتي حققت اهداف البحث كان اهمها:

1.تلاشي الحدود بين فن النحت والرسم والتصميم وبقية الفنون التشكيلية، إذ أصبح المنجز الفني يمتلك سمات عديدة من أصل عناصر مشتركة بين الفنون التشكيلية، كاللون والخط والتقنية والتأثير في المكان. ليحقق منجزاً فنياً نوعياً يمكن أن نطلق عليه (تشكيل) فهو ليس نحتاً ولا رسماً ولا تصميماً . أي انه متضمن لهذه الفنون وعناصرها في بنيته. 

2.يعد التشكيل البصري في النحت المعاصر بعيد كل البعد عن المألوف في النحت التقليدي.

3.تجسيد التشكيل البصري في النحت المعاصر بشكل فعال في الأستخدام المتميز للخامة وتنوعاتها، والقدرة على تكييفها بأية صورة بصرية، وذلك بأستخدام التقنيات الصناعية التي أحدثت تحولاً هائلاً في عالم التشكيل، اذ إن التنوع الهائل في استعمال الخامات فتح أبواباً وآفاقاً لم تكن متوقعة أو مألوفة في النحت، وأعطى قدرة للنحات لإنتاج أعمال غريبة ومتفردة في تشكيلها وأسلوبها.

4.إن التشكيل البصري المعاصر،هو تحصيل نتاج الصورة و الكتلة المرئية ، التي اصبحت خطاب للتواصل ، فالصورة تجذر للعلاقات التي يقيمها المتلقي مع نفسه والعالم المحيط به على نحو كبير، بحيث يمكن أن يعد النص البصري نمط لحياة المتلقي حسب رغبتة ومدركاته وتقافتة.



Comments are disabled.