جرت في يوم الاحد الموافق 13/12/2015 مناقشة رسالة الماجستير الموسومة(مرجعيات البناء التشكيلي للّقطة في الفيلم السينمائي) للباحث (نصير حيدر لازم) وتالفت لجنة المناقشة من الاستاتذة الافاضل، ا

.م.د. ماهر مجيد ابراهيم (رئيسا)، ا.م.د. مجيد عبد العباس (عضوا)، ا.م.د. عبد الخالق شاكر قاسم (عضوا)، ا.د. رعد عبد الجبار ثامر(مشرفا).

يبدا الباحث من مصطلح ( التشكيلُ) على اعتبار انه أحدَ المصطلحاتِ المستعارةِ من الفنِ التشكيلي، و قد تمَّ توظيفُهُ بطريقةٍ فاعلةٍ في بنيةِ اللقطةِ السينمائية، مع اعتمادِ التكييفِ الذي جعلَ من هذا المصطلحِ فاعلاً في اللقطةِ السينمائية، بسبب القدرةِ على إنتاجِ الحركةِ في الفن السينمائي، إلا أن التشكيلَ في فنِّ الرسمِ عموماً مرجعيةٌ مهمةٌ للمخرجِ السينمائي في دراسةِ طبيعةِ التكوينِ أو الإيحاءِ بالحركةِ أو المرونةِ في توظيفِ الألوان، وهذا ما أدى إلى أن يلجأَ صانعو الأفلامِ إلى اعتمادِ العديدِ من المذاهبِ التشكيليةِ داخلَ المنجزِ الفيلمي، فضلا عن إعادةِ إنتاجِ اللوحاتِ العالمية سينمائياً ؛ ومن هنا حددَ الباحثُ عنوانا لموضوعِ بحثِهِ بـ(مرجعياتُ البناءِ التشكيليِّ للّقطةِ في الفيلمِ السينمائي).

وقد تضمنَ البحثُ في فصلِهِ الأولِ (الإطار المنهجي) مبتدئا بمشكلةِ البحثِ التي صيغت بشكلِ هذا التساؤلِ (ما هي مرجعياتُ البناءِ التشكيلي للّقطة في الفيلم السينمائي؟ ) . أما أهميةُ هذا البحثِ فكانت في تصدّيهِ لموضوعٍ معرفيٍ مهمٍ يربطُ بين الفن السينمائي والفنِ التشكيلي، إضافة إلى إفادةِ الطلبةِ والدارسين في هذا المجالِ من الدراسةِ. أما هدفُ البحثِ فقد تمحورَ حولَ الكشفِ عن مرجعياتِ البناءِ التشكيلي للّقطةِ في الفيلمِ السينمائي.

وتحددَ البحثُ بثلاثةِ حدودٍ، فاهتم َّ الحدُّ الموضوعيُّ بالأفلامَ الروائيةَ التي تناولت اللوحاتِ التشكيليةَ العالميةَ كمرجعيةٍ في بناءِ اللقطة السينمائية، والحدُ الزمانيُّ كان محصورا في المدةِ الزمنيةِ بين عامي (2004-2014)، أما الحدُ المكانيُ فكانَ يقعُ ضمنَ الأفلامِ المنتجةِ عالمياً.

 وجاء الفصلُ الثاني (الإطار النظري والدراسات السابقة) في ثلاثةِ مباحثَ، هي:

المبحث الأول: علاقةُ السينما بالفنِّ التشكيلي.

وقد تناولَ هذا المبحثُ التسلسلَ التاريخيَ للتقنياتِ التشكيليةِ التي أفادَ منها الفنُّ السينمائي في تطورِهِ عبرَ السنين، مثلِ الغرفةِ المظلمةِ والفانوسِ السحريِّ، إضافةً إلى سعيِ السينما لإدخالِ الحركةِ إلى الصورةِ لتتفردَ عن الفنِّ التشكيلي بهذا الأمرِ، ومن ثَمَّ تمَّ التطرقُ إلى العَلاقةِ الأدائيةِ ما بينَ الفنِ التشكيلي والفنِ السينمائي وأهمِّ المقترباتِ والاختلافاتِ بين هذين الفنين.

المبحث الثاني: عناصرُ البناء التشكيلي للّقطة السينمائية.

    تطرّقَ المبحثُ إلى عناصرِ البناءِ التشكيلي المشتركةِ ما بين فنِ الرسمِ وفنِ السينما، من النقطةِ والخطِ واللونِ والتوازنِ والإيقاع… إلخ، وتمَّ توضيحُ أن الأساسَ في البناءِ التشكيليِ ليسَ العنصرَ التكوينيَ، وإنما العلاقاتُ التي تفعّلُ هذا العنصرَ وتجعلُهُ ذا قدراتٍ تفاعليةٍ مع باقي العناصرِ لإنتاجِ المعنى وبثِّ المعلوماتِ، وكيف يأتي دورُ المخرجِ  لتوظيفِ أدواتِهِ بطرقٍ تؤدي إلى بناءٍ تشكيليٍّ تتآزرُ وسطَهُ العناصرُ التكوينيةُ وعناصرُ اللغةِ السينمائية.

المبحث الثالث: المرجعياتُ التشكيليةُ للّقطةِ وفق تنوعِ النظرياتِ الأدائية.

     تمَّ التحديدُ في هذا المبحثِ لأنواعِ الاشتغالِ والعلاقةِ ما بينَ السينما والرسمِ، والنتاجاتِ المشتركةِ بين الفنينِ، وأيضا التطرقُ إلى مذاهبِ الفنِ التشكيلي التي كانَ لها أثرٌ كبيرٌ في الفيلم السينمائي عبرَ التاريخ، مثلِ الكلاسيكيةِ والسرياليةِ والتجريديةِ… إلخ، إضافةً إلى إعادةِ إنتاجِ اللوحاتِ التشكيليةِ سينمائيا، خاصةً تلكَ اللوحاتِ التي تنتمي لرسامينَ عالميينَ مشهورينَ، وكيفَ أنها تتطابقُ كلياً مع الناتجِ النهائيِّ للصورةِ السينمائية.

وأخيراً خرجَ الباحثُ في نهايةِ الفصلِ الثاني بجملةٍ منَ المؤشراتِ شكلت خلاصة َالإطارِ النظري، ومنها: أن التكوينَ في اللقطةِ السينمائيةِ يستلهمُ بناءَهُ التشكيليَّ منَ الطروحاتِ المشتركةِ ما بين الفن التشكيلي والفن السينمائي، وأيضا تمثلُ الحركةُ البنيةَ المفارقةَ ما بين تشكيليةِ اللوحةِ وتشكيليةِ اللقطةِ السينمائية، إضافةً إلى التعاملِ الواعي معَ النصِ الضوئيِّ بوصفهِ بنيةً أساساً ما بين اللقطةِ السينمائية واللوحةِ التشكيلية. أما الدراساتُ السابقةُ فلم يجدِ الباحثُ أيةَ دراسةٍ تختصُّ في موضوعِهِ (مرجعيات البناء التشكيلي للقطة في الفيلم السينمائي)، عدا بعضِ الإشاراتِ هنا وهناكَ في عددٍ من الكتبِ والمراجعِ والبحوثِ , وهي تهتمُّ بموضوعةِ تشكيليةِ اللقطة، وقد أستندَ اليها الباحثُ في بحثِهِ هذا وضمَّنَها داخلَ متنِهِ.

بعدَ ذلكَ وفي الفصلِ الثالثِ قامَ الباحثُ بوضعِ (إجراءات البحث)، إذ أستخدمَ المنهجَ الوصفيَ لتحليلِ عيناتِ هذا البحثِ، ومن ثم كان اختيارٌ لعيناتٍ مقصودة ٍ لغرضِ إجراءِ عمليةِ التحليلِ في الفصلِ الرابع , و كانت عيناتُ البحث:

1.فيلم (آلام المسيح).

2.فيلم (أشباح غويا).

3.فيلم (الطاحونة والصليب).

ثم بعدَ ذلكَ كانت النتائجُ والاستنتاجاتُ في الفصلِ الخامس، والتي كشفَ فيها الباحثُ عمّا كانَ يرومُ التوصلَ إليهِ من خلالِ هذا البحث، ومن أهمِّ النتائجِ التي توصلَ اليها الباحثُ هي أنَّ الفنَ السينمائيَ يمتلكُ القدرةَ على تحقيقِ تماثلٍ بينَ اللقطةِ ومرجعياتِها التشكيليةِ بدقةٍ متناهيةٍ، وهو ما يؤدي إلى إنتاجِ مستوًى فكريٍّ وجماليٍّ في بنائيةِ الفيلم. كذلك تعدُّ نظرياتُ الفنِّ التشكيلي مرجعاً أساساً يكملُ نظرياتِ الفنِ السينمائي في التعاملِ مع المادةِ الخامِ (الواقع) . كذلك تأثيرُ اللوحةِ التشكيليةِ على اللقطةِ وذلكَ بجعلِها وحدةً دلاليةً محددةَ الملامحِ دونَ ربطِها في سياقٍ صوريٍّ فكريٍّ يؤمنُ تفاعلَها تشكيلياً ودرامياً. كذلك تمَّ وضعُ التوصياتِ والمقترحاتِ من قِبَلِ الباحثِ.




Comments are disabled.