جرت في صباح الثلاثاء المصادف، 8/9/2015 مناقشة اطروحة الدكتوراه الموسومة”المعطيات الفكرية للفن الشعبي وإنعكاساتهاعلى التصميم الكرافيكي” للباحثة”مها مؤيد عبد الحسين الناصر” وتالفت لجنة المناقشة من الاساتذة:
ا.د. عبد الرضا بهية داود رئيسا.
ا.د. سلام جبار جياد عضوا.
ا.د. عباس جاسم محمود عضوا.
ا.د. مها اسماعيل الشيخلي عضوا.
ا.م.د. حكمت رشيد فخري عضوا.
ا.د.نصيف جاسم محمد مشرفا.

مما لاشك فيه إن معاينة وتفحص الأدوار التي مرت بها الفنون عامة والتصميم الكرافيكي خاصة .. يحيلنا الى فهم أوسع لحيثيات العمل الفني وما أتى به في عالم إتصالي كثير متعدد القنوات التداولية ، وكان الحضور الأوربي والأميركي بارزاً في تأكيد الخصائص التي أختص بها الفن عموماً ، ومنه الفن الشعبي الذي أتى وحضر في أعقاب مراحل فيها من المعطيات الكثير في مستوياته كافة ،الأجتماعي ، السياسي والأقتصادي .. فضلاً عن ردود الأفعال التي صاحبت ذلك ..فن البوب الذي إنعكس بتجلياته ومعطياته على ما أتى لاحقاً من نتاجات كرافيكية لها أهميتها في مسيرة فن التصميم، الإعلاني ، الأغلفة ، الملصقات والعلامات التجارية .. الى غير ذلك. 
البحث الحالي تجول في هذه الفضاءات الفكرية وتفحص إنعكاساتها الفنية والتقنية في فصول عدة ،اذ اختص الأول منها في ذكر مشكلة البحث :      
ما المعطيات الفكرية للفن الشعبي وما إنعكاساتها على التصميم الكرافيكي؟ 
وصيغت أهمية البحث على وفق النحو الاتي:
1.في تقديم بعد معرفي وتطبيقي للعاملين والدارسين والطلبة في مجال التصميم الكرافيكي عن طريق بيان فاعلية المعطيات الفكرية للفن الشعبي كفن معاصر و انعكاساته على المنجز الكرافيكي شكلياً واسلوبياً وتقنياً . 
2. في رفد المؤسسات الحكومية ومؤسسات القطاع الخاص والشركات والمطابع الأهلية بمصدر متخصص بثقافة الفن الشعبي ولدوره في تعميق مفرداته التي يمكن ان تسهم في تطوير المنجز الكرافيكي وسرعة انتشاره وتداوله . 

وجاء هدف البحث في :
– كشف المعطيات الفكرية للفن الشعبي وبيان إنعكاساتها على التصميم الكرافيكي، وتحدد البحث بتصاميم كرافيكية متنوعة على وفق مبررات موضوعية وجدتها وحددتها الباحثة وهي (ألأعلان التجاري و غلاف المجلة و الطابع البريدي و الملصق الفني و مطبوعات التعبئة والتغليف ) المنشورة في بعض مواقع الشبكة الدولية (الأنترنيت) لعامي (2012, 2013). ثم حددت مصطلحات ذات علاقة بالموضوع المبحوث، من ذلك  (المعطيات الفكرية ،الفن الشعبي، الإنعكاسات)، واشتمل الفصل الثاني (الإطار النظري) ثلاثة مباحث هي:
– المبحث الأول (المنطلقات الفكرية للفن الشعبي ) .
– المبحث الثاني (الفن الشعبي ، مفهوم ومعطيات ) .
– المبحث الثالث : تبادل المعطيات بين الفن الشعبي والتصميم الكرافيكي .
 ثم أُلحق بمؤشرات الإطار النظري، كما قامت الباحثة بعرض ثلاث دراسات سابقة وبيان أوجه التشابه والإختلاف بينها وبين الدراسة الحالية، بضمنها دراسة أجنبية، ثم تناولتُ  إجراءات البحث في الفصل الثالث، اذ أعتمدت الباحثة المنهج الوصفي (طريقة تحليل المحتوى) في تحليل نماذج البحث بواقع (16) إنموذجاً على إختلاف التصاميم الكرافيكية ، منتقاة على وفق آلية الأنتقاء القصدي غير الاحتمالي من أصل مجتمع البحث الذي كان بواقع (155) منجزاً  حللت على وفق إستمارة محاور تحليل صممت على وفق أدبيات الموضوع و مؤشرات الأطار النظري، فيما جاء الفصل الرابع ليشتمل نتائج البحث ، نذكر منها:
 – تأكيد معطى الثقافة الشعبية في المنجز الكرافيكي وجعلها وثيقة الصلة بكل ما يتصل بثقافة الناس في اختلاف رؤاهم ومتبنياتهم الفكرية ، التي شكلت وسائل الأعلام الجماهيري مصدراً ثراً في تعزيز مفاهيمها، ورموزها، وأساطيرها ، وظواهرها الأجتماعية لاسيما (الفنية ) ،اذ تمت على وفق قراءة متبصرة للمشهد التداولي، وبما يتسق مع ميول وولع وإهتمامات المتلقين، كما في النماذج  (16،15،14،13،4) 
– توافر الدوافع التسويقية التي أهتم بها فن البوب وتعزيزها عن طريق تقديم افكار تعنى بالهم الاستهلاكي والسلع التي ربما قد تبدو جديدة وعصرية على وفق نزعة مادية تهتم بسايكولوجية المستهلك وتستجيب لأذواق المستهلكين مصحوبة بمسحة تزيينية اكسسوارية مبهرجة  ، كما هو في  الأنموذجين (9،8) ،كما خرج البحث بمجموعة إستنتاجات منها:
– الفن الشعبي بمعطياته وإنعكاساته في التصميم الكرافيكي، مثل إنموذجاً لتصور حالة أمريكا التواقة للابهار والاغراء ، المقرون بالزيف والمبالغة والتزويق لجذب المتلقين وإقناعهم بالرسالة الأتصالية بإهدافها الترويجية والتسويقية، فهو مرآة قيل عنه: توقف ، أنظر ، تأمل. 
– لم يقتصر التصميم الكرافيكي الحديث نحو الاهتمام بما ينبغي له أن يتذوقه المتلقي المثالي أو يشاهده ، أنما أشتمل  ما يستمتع به الناس فعلاً في حياتهم العادية ، إذ فحص العديد من النقاد أثر المتلقين العوام في تحطيم الحدود بين الثقافة الرفيعة والثقافة الشعبية . 
ثم أوصيت الباحثة بمجموعة توصيات منها:
– عدم تجاهل العوامل الإجتماعية أو التقليل من شأنها في التصميم الكرافيكي ، لصالح تركيز حصري على العوامل الثقافية ، عن طريق ربط الثقافة بالمجتمع ، ودراسة البنية الإجتماعية بتنوعاتها الأثنوغرافية وبما يكسب التصميم فاعليته النفعية و التداولية، والأتصالية . 
– توعية الثقافة الشبابية التي نمت في بيئة سوقية ، بضرورة إنتقائية الرموز الكتابية – اللفظية والمفردات الشكلية والرموز والعلامات الظاهرة  في مختلف المطبوعات الشخصية من دون وعي ودراية بالمعاني الرمزية غير مكشوفة النقاب في موجة العولمة .. إنما الأفادة من الأمكانيات التقنية والاسلوبية للفن الشعبي في المنجز الكرافيكي المحلي .
ثم أقترحت الباحثة دراسة واحدة أرى فيها إمكانية أن تكون متممة للبحث الحالي









Comments are disabled.