بحضور كثيف من المثقفين والباحثين والفنانين  واساتذة وطلاب قسم الفنون السينمائية  تم حفل توقيع كتاب“دور السياق في تحليل المعنى،  دراسة تحليلية في الفيلم الروائي”   تاليف د. مفيد سليمان الذيب، استاذ مادة علم النفس في قسم الفنون السينمائية والتلفزيونية، وادارالجلسة ا.م.د. صالح الصحن مستعرضا السيرة الذاتية للمؤلف، ثم استعرض ا.د.طه حسن الهاشمي اهم ما جاء في الكتاب وشرحها للحضور.

ويشكل هذا الكتاب رافدا مهما  للدرس الاكاديمي بما يحتويه من معلومات تهم الباحثين والمهتمين في تحليل الفيلم الروائي كونه يقدم دراسة اصيلة في مجال تحليل المعنى من خلال دور السياق، و يرى المؤلف في مجمل كتابة بأن للسياق دورين في تحديد المعنى، فهو يتحدد في دوره الاول معنى الوحدات المترابطة عبر عوامل سياقية سينمائية، اما دوره الثاني فهو يحدد معنى الوحدات عبر عوامل سياقية غير سينمائية، يتناول الدور الاول للسياق عبر الاطارين النظري والتطبيقي لكون هذا الدور على علاقة تخصصية بما هو سينمائي، اما الدور الثاني للسياق فقد تعرض اليه المؤلف انتقائيا في الفصل التطبيقي، لكونه متعلقاً بما هو غير سينمائي، وذلك من باب الاستزادة التي تطلبها الاجراءات العملية لهذه الدراسة ليس الا.

ان العوامل السياقية للدور الاول للسياق هي عوامل موجودة في داخل الفيلم عبر وحداته السينمائية، وهي تحدد ما يمكن لنا ان نسميه مجازاً المعنى الحرفي او المعنى المباشر للوحدا، وقد استعاض المؤلف عن مثل هذه التسمية  بتسمية اخرى ادق علميا وهي محتوى القضية للوحدات السينمائية، وسميت ايضا المعنى اللاحرفي، او المعنى الغير مباشر، او المعنى التلميحي، بأسمين يشطران هذا المعنى الى شطرين هما القضية التي تعبر عنها الوحدات السينمائية، وايضا المعنى الناتج من كل العوامل السياقية للدور الاول للسياق، من ثم وعبر العوامل السياقية للدور الاول للسياق يكون للوحدات السينمائية محتويات القضية، ثم القضية التي تعبر عنها هذه الوحدات، واخيرا معنى هذه الوحدات وهو المعنى الاول للوحدات السينمائية عبر الدور الاول للسياق وكما يقول اللغويون” المعنى الحرفي يتميز عن المعنى  الاستعاري او المجازي كما يتميز عن المعنى المباشر التلميحي” وذلك على صعيد اللغة المنطوقة او المكتوبة، وهذا ينطبق على السينما حيث كونها منطوق صانعي الفيلم يبلغون من خلالها رسالة للمشاهد، ذات معنى، يحدده سياق سينمائي عبر عوامل سياقية سينمائية تحدد معنى مقولة صانعي الفيلم بحسب المعاني المتعددة للفعل (يقول)، التي اخذناها عن الفيلسوف(ج.ل.اوستن) وهي: فعل القول/ الفعل في الفعل/ الفعل بالقول” على ان ” الفعل بالقول” يمكن لنا الحصول عليه عبر العوامل السياقية السينمائية، وكذلك عبر الدور الثاني له اذ نتمكن من الدور الاول للسياق من معرفة الوحدات السينمائية، ومحتوى القضية، وهي ” فعل الفعل” ونكون بهذا التقسيم للمعاني للدور الاول للسياق.

ويتحدد معنى الوحدة السينمائية على مستويات ثلاث مميزة في تحليل النص السينمائي بحسب الاتي:

اولاً- يحدد سياق الوحدة السينمائية، ومحتوى القضية.

ثانيا- نتمكن من خلال السياق من معرفة القضية التي عبرت عنها الوحدة السينمائية.

ثالثا- نتعرف على معنى القضية قيد الدرس عبر عوامل سياقية سينمائية  من خلال عناصر اللغة السينمائية المعروفة.

وفي الفصل الاول يبدا المؤلف  بمفهوم السياق وابرز تعريفاته، وصولا لابرز تعريفات علم المعنى.

اما الفصل الثاني (دور السياق في تحديد المعنى) فقد قسمه المؤلف الى ثلاثة مباحث، الاول: سياق التماسك والترابط، الثاني: الشخصية والزمان والمكان، الثالث: سياق عناصر اللغة السينمائية.

اما الفصل الثالث: فقد خصصه الباحث للتطبيقات وذلك عبر تحليل نماذج فيلمية مختارة  لعل ابرزها فيلم (نيكولاس والكسندرا، انستانزيا) وغيرها من روائع الافلام العالمية.


Comments are disabled.