بحضور عدد كبير من الباحثين والمثقفين تمت مناقشة اطروحة الدكتوراه  الموسومة (البنية الدرامية للحكاية الاسطورية واليات الاشتغال في البنية السينمائية) للباحث (موفق عبد الوهاب الكرخي) على قاعة الدراسات العليا الفنون السينمائية والتلفزيونية.
وتألفت لجنة المناقشة من الذوات ا.د. محمود اكباشي رئيسا للجنة المناقشة ،ا.د. رياض خماط عضوا،ا.م.د. ياسر الياسري عضوا، ا.م.د. رائد جبار كاظم عضوا، ا.د. طه الهاشمي  مشرفا.

و تبرز اهمية الاطروحة من خلال الفضاء المشترك مابين (الاسطورة) و(الفيلم السينمائي) والعلاقة الوثيقة مابينهما  من حيث آليات إشتغال البنية الدرامية للحكاية الأسطورية في البنية السينمائية، ويبدأ الباحث في ملخص بحثه من اهمية الاسطورة في السينما على اعتبار انها تمثل أحد الروافد المهمة للفن السينمائي، الذي دأب منذ بداياته على توظيف الأساطير والحكايات البطولية وإتخاذها مادةً خصبة للإنتاجات السينمائية، اذ تتمتع الاسطورة بإسلوب سردي يمتلك القدرة على إعادة تشكيل وتجسيد الفعل الأسطوري، وبناء الشخصيات والأماكن الغرائبية، بالإعتماد على عناصر البناء الأسطوري، ضمن بناء  درامي متماسك، تتطور على أساسه الأفعال وتتجسد عيانياً، ما جعل الأسطورة أكثر سطوة في التأثير والتأثر، وكان لبرامجيات الحاسوب، وما تمتلكه هذه التقنية من قدرات على بناء الشخصيات والأماكن والأفعال الخارقة، في إعادة تجسيد العديد من الأساطير في عصرنا الراهن، هذا ما دفع الباحث تحديد عنوان بحثه: (البنية الدرامية للحكاية الاسطورية وآليات الإشتغال في البنية السينمائية)، وتم تقسيم البحث على أربعة فصول، جاءت على النحو الاتي:

 الفصل الأول (الإطار المنهجي): وتضمن مشكلة البحث التي حددت بالتساؤل الاتي:

 ماهي آليات إشتغال البنية الدرامية للحكاية الأسطورية في البنية السينمائية؟

ثم أهمية البحث: في كون الأسطورة ليست حدثاً حدث في الماضي وإنتهى، بل هي شأن حاضر من شؤون حياتنا الراهنة فردية كانت أم جماعية. ونحن في هذا الوقت الراهن بحاجة لإعادة قراءة مفردات التاريخ، والأساطير تقف في مقدمة هذه المفردات وتعدّ إنموذجاً لحركة تغيير هويتنا وتدخلاً في رسم تاريخنا، لذا علينا أن نعي الأسطورة وجدوى دراستها وفهم معناها والإحساس بقيمتها كونها كنزاً من كنوز المعرفة الإنسانية.

 كذلك هدف البحث: المتضمن الكشف عن آليات إشتغال البنية الدرامية للحكاية الأسطورية في البنية السينمائية.

 وحدود البحث التي تمحورت بدراسة البنية الدرامية للحكاية الأسطورية وآليات إشتغالها في البنية السينمائية وختم الفصل الأول بتحديد أبرز المصطلحات الواردة افي عنوان الأطروحة كــــــ(البنية، والأسطورة، والدراما، ثم التعريف الإجرائي للحكاية الأسطورية).

الفصل الثاني (الإطار النظري والدراسات السابقة): إذ قام الباحث بتقسيمه على ثلاثة مباحث: المبحث الأول: البنية الدرامية للأسطورة: تعرض فيه الباحث لمصطلح البنية بشكل موجز فضلاً عن مفهوم الدراما، وأصل الأسطورة كمصطلح ومفهوم وعلاقتها بالأدب والأجناس الأخرى، وأهم المناهج التي تناولتها، فضلاً عن أهم أعلام النقد الاسطوري، وتحدث فيه أيضاً عن نشأة الأسطورة وأبرز خصائصها، ووظائفها، ثم تطرق إلى التحليل البنيوي للأسطورة.

المبحث الثاني: عناصر البناء الدرامي للحكاية الأسطورية: إذ تطرقً الباحث فيه إلى عناصر البناء الدرامي، إنطلاقا من طروحات أرسطو، وكيفيات توظيف هذه العناصر من أجل عمليات تجسيد الحكاية الأسطورية.

المبحث الثالث: البناء السينمائي للحكاية الأسطورية: وتم التطرق فيه إلى الكيفيات التي تناولت بها السينما الأسطورة، وخصوصية السينما وقدراتها في التجسيد والسرد والإخبار، من خلال توظيف عناصر لغة الوسيط السينمائي والتي تتميز بفرادتها، وبَينَّ الباحث أن البناء السينمائي للأسطورة لابد أن ينهض على أساس إشتغال ثلاثة محاور أساسية، تتمثل بعناصر اللغة السينمائية, والسرد السينمائي، والشكل الفلمي.

بعد الإنتهاء من المباحث تم التوصل إلى جملة من المؤشرات التي تمثل نتائج الإطار النظري، وقد تم عرض هذه المؤشرات على عدد من الخبراء والمحكمين من أجل إعتمادهن كأدوات لتحليل العينة، وقد ختم الفصل الثاني بعرض للدراسات السابقة.

وفي الفصل الثالث (إجراءات البحث): وتضمن هذا الفصل منهج البحث إذ إعتمد الباحث على المنهج الوصفي التحليلي، الذي يصف الظواهر وتراكيبها وعملياتها وظروفها السائدة، وهذا ما يسمح بإمكانية الوصول الى تحقيق أهداف البحث من خلال الملاحظة والتحليل ، واداة البحث بالإعتماد على مؤشرات الاطار النظري، التي تمثل النتائج التي توصل اليها الباحث من الفصل الثاني، وبعد أَن قام الباحث بعرض هذه النتائج على مجموعة من الخبراء والمحكمين،  ووحدة التحليل التي إعتمد فيها الباحث (المشهد) كوحدة تحليل يستخدمها في عملية تحليل عينات بحثه، ومجتمع البحث إذ إختار الباحث عينة قصدية من أجل الوصول إلى النتائج المتوخاة، وعينة البحث التي إختارها الباحث عبارة عن فلمين سينمائيين أسطوريين، وأخيراً تحليل العينة، والتي كانت الفلمين السينمائيين:

1. فيلم غضب الجبابرة

2. فيلم سيد الخواتم -ج2–البرجان-

الفصل الرابع: النتائج  والإستنتاجات: بعد تحليل العينة توصل الباحث الى جملة من النتائج، ومنها:

أولاً: تعتمد الحبكة في الفيلم الاسطوري السينمائي، فضلاً عن  البناء الدرامي، على صوت السارد الذي يحاول اظهار الاسباب والنتائج وتطور الاحداث الاسطورية، كما تبين ذلك في أفلام عينة  البحث (سيد الخواتم-البرجان-، غضب الجبابرة).

ثانياً: ينهض بناء المكان الأسطوري على سمات غرائبية مرمزة تجعل منه ذا دلالات تتجاوز وظائف المكان المألوف، كما تبين ذلك في افلام عينة  البحث (سيد الخواتم، وغضب الجبابرة).

 بعدها تم التوصل إلى الإستنتاجات لتشمل الإطار النظري وعينة البحث، ومنها:

1.      الشخصيات الأسطورية في الفيلم السينمائي تتجاوز مستواها الوظيفي وأبعادها الثلاثة لتغدو ذات قيمة وظيفية، تمثل مجموعة من القيم والأخلاقيات الإنسانية المجردة أكثر من كونها شخصيات خيالية

2.      يظهر البعد الفكري في الفيلم الأسطوري، عبر التوظيف الفاعل للمحاكاة الدرامية للشخصيات والافعال الاسطورية، فضلا عن توظيف عناصر لغة الوسيط السينمائي في انتاج مستوى بلاغي يوازي طبيعة المحاكاة الدرامية.

ثم وضع الباحث بعض التوصيات والمقترحات، وختم البحث بقائمة المصادر التي تم الإستعانة بها من أجل إتمام البحث وكذلك الملاحق، وأخيراً الملخص باللغة الأجنبية.

 

 

Comments are disabled.