(( فضــاء الثقافــــــة ))

                                                   أ.د. عقيل مهدي يوسف

                                                 عميد كلية الفنون الجميلــة

   تتفوق إصدارات دار الشؤون الثقافية ، على مثيلاتها ، من دور النشر الأخرى ، لما تمتلكه من خبرة نوعية تاريخية ، وإبداعية .

بطموح فـذ ، يحاول الشاعر المثقف نوفل أبو رغيف ، أن يعزز الأسس الأكاديمية للعقول الإبداعية ويعضدها في مجالات فكرية ، وفنية ، واجتماعية ، ، وأدبية ، وتاريخية ، ونفسية ، وسواهـا، ليحقق أثراً ملموساً في ذاكرة القراءة النقدية المتفحصة لنتاجات المبدعين فالكتاب الجاد ، يربك الافتراضات الكتابية المكرسة ويتقاطع مع آفاقها المعلومة ، حين يتم ترويجه كما ينبغـــي .

جعلت دار الشؤون من الكتاب علامة للدهشة والمغايرة في اغلب إصداراتها ، بحثا عن إجابات حرّة ، لأسئلة مركبة ، تخوض في إشكالية إنتاج المعنى ، وما تنطوي عليه تجربة الكتابة من شروط إنتاجية ، في المنجز الكتابي المتفرد بمنجازاته ، وتشخيصاته ، وغنائياته وسردياته.

وان كانت الفنون والآداب تصوغ عوالمها وأسلوبياتها على وفق نظرية الكاتب اللغوية نفسها ، فان الحقول المجاورة ، النفسية ، والاجتماعية ، والتربوية ، تحوز – أيضاً – على شفراتها النوعية المبثوثة في متن الكتابة . وهب بدورها تنطرح أمام القارئ المشارك، والمتفاعل في تخصيب عوالمها ، وتفكيك مكوناتها بحثاً عن أسرارها ، ومعانيها ، ودلالاتها المشتتة في تضاعيف النص .

 فالقارئ هو الذي يقف في نقطة افتراضية أعلى من تخوم التعارضات الجزئية ، والتضادات المنزلقة ، في الخطاب الكتابي الواحد .

لأنه يعيد تجميع عناصره ، ليتنج معنـاه الخاص .

إن الدور المرموق ، الذي تقوم به الدار ، يمكن رصده على صعيد اختيار الخبراء ، وانتقاء المطبوع الجاد ، والانفتاح على سلاسل متنوعة ، للإصدارات المتنوعة ، وإقامة حفلات توقيع الكتب ، والتعريف بالمبدع ونتاجه ، وعقد الندوات والمؤتمرات ، وتوزيع الجوائز ، ومنح التحفيزات المادية والمعنوية ، وهو الدليل الواضح ، على تمتع القيمين على البعد الثقافي ، بأفضل المواصفات المطلوب توفرها في المثقف المبدع ، المسؤول والأكثر حرصاً للحفاظ على الثـروة الفكرية لقراءة العربيـة أينما كانوا .

Comments are disabled.