يناقش الباحث العلاقة بين مجال الخطاب الجمالي، وعلم السياسة، وتمثلاتها المتحققة في الواقع من خلال المنجز الجمالي المُجسِّد للموضوع السياسي، حيث يفصح الباحث عن رؤيته العامة من خلال البحث في  التعبير من خلال الخطاب الجمالي على وجه العموم، والتشكيل النحتي على وجه الخصوص و ما هي مميزات الخطاب الجمالي في الإفصاح عن  الفكر السياسي

وكان الهدف من البحث  الكشف عن عملية التوظيف السياسي للخطاب الجمالي في التشكيل النحتي المعاصر، من خلال بيان المفهوم السياسي طبيعة العلاقة بين الفكر السياسي والنتاج الجمالي، بتحليلها ومناقشة أهم مفاهيمها والفلسفة التي تقود الإنتاج فيها، إضافة لبيان أهم القضايا السياسية وتطبيقاتها المتجسدة في بنية التشكيل النحتي المعاصر.

تضمن البحث فصلين تناول الباحث في  الفصل الأول الموسوم ب(مفهوم الخطاب بين التطبيقات السياسية والجمالية) المفاهيم الثلاث الآتية أولاً: مفهوم السياسة وإشتغاله، إذ يطرح نشأة المفهوم السياسي وصولاً إلى مفهومها المعاصر، وهو ما يمَكننا لاحقا من تمييز الخطاب الجمالي ذي الطابع السياسي بدقة. ومثل المحور الثاني: الخطاب الجمالي وإشتغاله السياسي والذي يوضح علاقة الفن بالفكر على وجه العموم ، وبالفكر السياسي على وجه الخصوص، وطبيعة النتاج المتحقق خلال هذه العلاقة. فيما مثل المحور الثالث: توظيف الخطاب الجمالي في المعارضة السياسية، إذ حللنا من خلاله طبيعة تلك العلاقة وأوضحنا فلسفتها ومداها في الواقع.

بالإنتقال للفصل الثاني الموسوم: ب(مميزات الخطاب الجمالي في التوظيف السياسي)، فقد إشتمل على ثلاثة محاور: ناقشت الميزة الأولى: الطابع الإجتماعي للفن، وإوضحت الميزة الثانية: الطابع الأيديولوجي للفن، فيما جاءت الميزة الثالثة لتناقش: الطابع الإعلامي للفن. إذ  تعَّد هذه أبرز المزايا التي فعلت عملية التوظيف السياسي للنتاج الجمالي. وحلل الفصل الثالث مجموعة مفاهيم أبرز القضايا السياسية المعاصرة التي وظِّف التشكيل النحتي للإفصاح عنها، وتجسيد مواضوعاتها، وشملت القضايا الست الأتية: شخوص السلطة، الحرب، حقوق الإنسان، العنصرية، السلام، والسجين السياسي. شاملاً ذلك طرح التشكيل النحتي الذي يجسدها في كل من أمريكا وأوربا، مراعياً توفير شرح  لكل منها يناقش موضوعه والإيديولوجية السياسية التي يخدمها .

وتوصل الباحث الى عدة نتائج من اهمها:إعتمدت عملية التوظيف السياسي للخطاب الجمالي إستثمار مجموعة من الميزات التي إمتلكها الفن، حيث مكنته بدورها الإفصاح عن المضمون السياسي بصورة متفردة تمثل أهمها في: الدور الإجتماعي للفن، وطبيعة الفن الأيديولوجية، والطابع الإعلامي للفن.

 واستنتج الباحث الى ان  شَكَّل التاثير العاطفي للتشكيل النحتي يعد جانباً هاماً من قوة التأثير التي يتمتع . إذ يمنح دفقة الحياة للطرح العلمي ضمن الثقافة الجماهيرية، التي غالباً ماتكون مرتبطة بمرجعيات ذات بعد عاطفي، ليخلق تأثيره المعنوي، إحدى أكثر أشكال التفاعل حدة لدى الجماهير، والمتمثلة بالتضاهر، الذي يمتد ليصل حد التخريب والتدمير للنصب النحتية، التي غالباً ما يكون مضمونها في هذا المضمار تمجيد السلطة، وتكريس هيمنة شخوصها. إذ بات يمثل المعادل لحضور الموضوع في الواقع .

 

 

 

Comments are disabled.