ناقش قسم الفنون التشكيلية رسالة ماجستير عن النظام الإيكولوجي وتطبيقاته في الخزف المعاصر للباحث  منذر سعدون موسى

يرى الباحث ان الفن عبر تعاقب التأريخ ومن خلال قدرة الفنانين في أن يكون له دوراً حاسماً, انطلاقاً من رؤى فلسفية وقيادة فكرية تجاه المنظومة الاجتماعية, بوصفه رسالة للحياة والأنسان، وهم قادرون بشكل فريد على إلهام وتحفيز الجمهور نحو أكثر اهتماماً واطلاعاً في الواقع, سواء أكانوا يخاطبون الفكر الاجتماعي أو نحو تغير المناخ، أو الرقابة أم الهجرة، أو حركات الاحتجاج أو الحروب ومظاهر العنف, أو نحو الدوافع السياسية والعقائدية, والى دمج الوعي البيئي واستنطاق لغة الدفاع والحفاظ تجاه النظم الإيكولوجية والواقع الإحيائي, وتفعيل المسؤولية والنشاط في حياتهم المهنية والشخصية.

وكانت أهمية البحث في كونهِ يمثل محاولة بحثية وإضافة معرفية إلى دائرة الفكر المعرفي بخصوص النظام الإيكولوجي, ومدى تفاعله في دراسات فن الخزف.

وتجلت اهداف البحث  في  التعرف على النظام الإيكولوجي في فن الخزف.

وتضمن الفصل الثاني الإطار النظري اربع مباحث: عُني المبحث الأول الدراسة المعرفية حول(النظام الإيكولوجي مفهوماً), وعلى نحو اتجاهين, الأول التفسير العلمي والثاني يقع على المعنى الفلسفي, ويتضح من خلاله أصول ومرجعيات انبثاق النظام الإيكولوجي, وإظهار اهم المرتكزات التي أسست وطورت كعلم يدرس المتفاعلات والمتبادلات بين الأنسان أولاً والكائنات الأخرى ثانياً وبين المحيط الحيوي, وبيان ماهية هذا النظام وكيفية تجديده في فن الخزف بإرادة واعية لمكونات النظام البيئي, وعُني المبحث الثاني في الأثر الفكري والتكنولوجي على النظام الإيكولوجي, تضمن طرح أولاً:- أهم النظريات الفلسفية المؤثر في منظومة الفكر تجاه نظرتنا إلى العالم, وعُني المبحث الثالث مـوجز فـي الـخزف الـمعاصر(أوربا , أمريكا, اليابان, أستراليا), افصح عن المرجعيات التي أثرت في تطور الخزف المعاصر, حققت بدايات اشتغالات نحو نظم إيكولوجية المنحى, جسدها الفنان عبر منجزاته الخزفية, وجاء المبحث الرابع الذي تضمن(النظام الإيكولوجي: تطبيقاته الفنية والمتلقي) وفيه جاء التعرف على الفن الإيكولوجي(Eco Art) وتطبيقاته كاتجاه فني أكد حضوراً واسعاً في الفنون المعاصرة, مما يرقى بالاهتمام والجدية لفهم عالمنا المسمى بعصر الانثروبوسين أي(حقبة التأثيرات البشرية على جيولوجيا الأرض), وعلى نحو ثلاث فروع, أولاً: العلاقة بين الكائنات والمحيط الإيكولوجي ثانياً: مشكلة التلوث والتدهور وتطبيقاته الفنية, وثالثاً: الحــروب

ومن أهم الاستنتاجات التي توصل إليها البحث ما يأتي:بمستطاع فن الإيكولوجي ذات الفاعلية الواضحة والمهمة في حركة الفنون والخزف المعاصر، وتشكيلاته البنائية، أن توقظ اللغة الفنية من سُباتها الدلالي بالعالم الطبيعي, وتؤدي وظيفة إنسانية، تتماشى سياقات الأفكار، لتصبح محفزة لمفرداته النصية.

واستنتج الباحث ان  موضوعة النظام الإيكولوجي اعتطت  نوع من التوافق والتماثل عند كل الخزافين، ولاسيما في فنون ما بعد الحداثة, أن تبحث إشكالية تجسيدها العمل الخزفي والخروج ((بدوال)) جديدة، تعانق مع المنظومات الأخلاقية والإنسانية بين الشعوب تجاه الحاضنة الطبيعية, ومن خلال المؤسسات ((الإيكولوجية)) استطاع فن الخزف أن ينفرد للعمل في جهاز من المفاهيم، ليكون اشتراطاً لا مناص عنه في التحليل، فهو جامع لمقولاته ونصوصه عبر الاتجاهات النقدية.

Comments are disabled.