ناقش قسم الفنون السينمائية والتلفزيونية في كلية الفنون الجميلة اطروحة الدكتوراه الموسومة التمثلات الصورية الرقمية لتجسيد الفكر الهلاكي الديني في الدراما التلفزيونية للباحث محمد ثائر البياتي

يرى الباحث ان مفردة التمثل  تشكل واحدة من أهم المفردات التي تتعامل مع تحويل و ترجمة الأفكار الذهنية إلى رؤى صورية تلفزيونية نابضة بالحياة، إذ لا تقتصر مقدرة هذه المفردة على أدبيات الوسيط أو البناء الأسلوبي لصانع العمل الذي يقوم بتحويل النص الأدبي إلى نص صوري صوتي، لكنها تعدت ذلك بكثير لتتحول بفضل الثورة التكنو – صورية من مفردة إصطلاحية إلى عملية إنتاجية متكاملة بمستويات طورية متنامية مبتدأها عقلي ذهني و منتهاها تقاني تلفزيوني، و لما كان لهذه المفردة من مقدرات و إمكانات عالية على تحويل المتمثل الذهني إلى متجسد صوري، فقد أشر الباحث وجود علاقة ارتباطية متنامية بشكل كبير بينها و بين أحد أهم المناهج الأصولية الدينية المؤثرة في الإنتاج التلفزيوني العالمي، آلا و هو ( الفكر الهلاكي ) و المعروف أيضا بأسم (التدبيرية المستقبلية)، و المستقى من أحد أقدم النصوص الدينية، و هو ( سفر الرؤيا ) من خلال قدرة التمثل الصوري على إختزال مفاهيم شاملة إلى أفكار مجردة يمكن من خلال توظيف المنطلقات المرجعية لصانع العمل من أن ينتج بواسطتها خطابا صوريا متمثلا بعناصر البناء الصوري التي تحقق عملية التمثل، و تتجلى قدرة هذه المفردة في محاولة تجسيد ما تسرده النصوص الدينية من نبؤات و رؤى مستقبلية لتجسديها صوريا و صوتيا.

ومن خلال ما تقدم قسم الباحث الاطار النظري الى ثلاثة مباحث، شرح في  الاول فلسفة الفكر الهلاكي الديني  الذي تناول فيه الباحث دراسة أصول النص الديني الهلاكي و تحديدا ( سفر الرؤيا ليوحنا الزبدي ) مستخرجا منه الباحث الآيات الهلاكية و رؤاها التنبؤية مع أمثلتها الصورية، مع شرح مفهوم (هرمجدون)  في السينما و التلفزيون، المتبعة بدراسة البناء المرحلي للفكر الهلاكي الديني في الوسيط الصوري.

اما المبحث الثاني تناول فيه الباحث الدراما التلفزيونية و فاعلية الصورة الرقمية  و مفهوم  الصورة الجديدة  الناتجة عن التثوير التكنولوجي لتقانة الإنتاج التلفزيوني و صناعة الصورة التي أنتجت شكلا فنيا دراميا جديدا مقرونا بعناصر تشكيل صوري رقمي مبتكرة من حيث التأثير و الفاعلية.

وفي المبحث الثالث شرح الباحث اهم  التمثلات الصورية الرقمية للنص الهلاكي الديني و الذي يهتم بدراسة عملية التمثل بأطوارها المتعاقبة و إشتراطاتها الفعلية التي يوظفها صانع العمل الفني لبناء منجزه الدرامي التلفزيوني، ثم الوصول إلى أنواع التمثلات الصورية الرقمية المنتجة لدراما الهلاك المستقاة بشكل مباشر من النص الديني الهلاكي.

ثم خرج الباحث بعدد من النتائج بعد تحليل العينات منها : تنهض التمثلات الصورية الرقمية للفكر الهلاكي الديني من خلال فاعليتها الدرامية العالية و المستقاة بالأساس من قدرة التقانة الرقمية المستحدثة على إنتاج وسيط صوري فائق الوضوح و الجودة بتفاصيله و دقائقه، التي تظهر بشكل جلي في التفاعل بين ما هو مصور على أرض الواقع و ما هو منتج رقميا و مصنع حاسوبيا، لخلق حالة التفاعل البناء بين العناصر الصورية الهلاكية و بين العناصر البشرية التي تعيش احداث الدينونة الإنسانية.

 

 

 

 

 

 

 

Comments are disabled.