أين نحن من شبابنا

لنتحدث مع الشباب عن أمور تتعلق بمشاعر الناس، ومعتقداتهم، واحتياجاتهم،
ونواياهم، فبذلك نساعدهم على أن يظهروا تطورا اجتماعيا أكبر من أولئك الذين
 لم يكلمهم احد بهذه القضايا.وهنا يأتي دور الام والاب اولا فهناك دراسة بريطانية
 حديثة اظهرت اهمية الحديث مع الابناء ، وركزت على الطريقة التي تتكلم
بها الأمهات والاباء مع الأبناء في مرحلة الطفولة والشباب، فتبين أن لذلك
أثرا أساسيا على الفهم الاجتماعي للابناء في مراحل حياتهم.وتقول المتخصصة
بعلم النفس (داون هوبنر ) من الضروري للاباء والأمهات أن يعلموا أبناءهم
 مصطلحات المشاعر ومعانيها. من هنا يأتي الحديث عن الاهل الذين يمثلو
اهم مرتكز في المجتمع وقد نجد اليوم الكثير من الاباء والأمهات يشتكون
من سلوك ابنائهم العدواني ويجهلون الاسباب التي أدت إلى ذلك وبالتالي
طرق العلاج التي من شأنها أن تقوّم هذا السلوك ولو تحدثنا عن العدوان
 لوجدناه سلوك يؤدي إلى إلحاق الضرر والأذى بالناس وقد يكون
اضطراباُ نفسياً مثل الإهانة أو التحقير أو الهجوم اللفظي، كإطلاق
الالقاب غير المستحبة والإغاظة والشتم والتشاجر والتهديد والكلام
الجارح للحياء .او يكون عدوان بدني عن طريق الضرب واللكم و
الرفس ورمي الأشياء أو الدفع أو البصق أو العض.من هنا نجد ان
 عدوان الشباب له انواع اهمها العدوان الناتج عن الاستفزاز حين
يدافع الشاب عن نفسه ضد عدوان واحد من أقرانه عليه.اويكون
 تلقائي حيث يريد الشاب بصورة مستمرة ان يسيطر على اقرانه
 بالكلام او بالاغاضة او الضرب وهناك عدوان ينشأ عن نوبات
 الغضب أو الانفجار، حيث يقوم بتحطيم الأشياء في البيت أو قذفها
 عندما يصبح عصبياً أو استخدام اليد في الاعتداء على الاخرين ولا
 يستطيع أن يسيطر على نفسه. وهناك انواع اخرى ولو تحدثنا عن
 اسباب العدوان عند الشباب وجدنا ان بعض الناس يظن أن العدوان،
 استعداد فطري في طبيعة الإنسان، فهو يجب أن يقاتل وهذا غير صحيح.
فمعظم مشاجرات الشباب تنشأ بسبب الصراع الطبقي والمادي، او من خلال
 ما يتعلمون من ضروب العدوان عن طريق الملاحظة والاقتداء بسلوك الرفاق
 والإخوة أو الوالدين.ولذلك ينبغي مساعدة الشباب على اختيار الرفاق الطيبين.غياب
 الأب لفترات طويلة دافع مهم، حيث يتمرد الشباب خصوصاً الذكور على سلطة
الأم، وأكثرهم يرى أن التصرفات العدوانية عنوان الرجولة ودليل عليها وان
 بعض البيئات تمجد العنف وتحبذ التنافس على تدعيم سلوك العدوان لدى
الشباب ومنها بعض القبائل البدوية، وهذا يشكل تدنياً اجتماعياً وثقافياً.من هنا
وجب علينا معالجة العدوان اذ لا بد من معرفة الدوافع وراء العدوان وكيفية
علاجها فمثلا عدم عرض نماذج عدوانية أمام الشباب أو تعريضهم لمواقف
 عدوانية من الوالدين أو الكبار المحيطين بهم أو حتى وسائل الإعلام من
 هنا نجد ان اكثر الشباب يتقمصون الشخصيات السينمائية والتلفزيونية وبالاخص
 الاكشن فعلى المهتمين بالشباب ان ينشؤ الاماكن التي يتم فيها تفريغ طاقات الشباب
بالعمل او اللعب ويجب ان نعلم شبابنا كيف يصفح ويعفو ويتعلموا الإحسان في
 مقابل الإساءة، والعفو مقابل الغيظ وهناك الكثير من الاحاديث النبوية الشريفة
والموروث التاريخي لاهل البيت عليهم السلام والصحابة رضوان الله عليهم في كظم
الغيظ كقصة الامام موسى بن جعفر الكاظم عليه السلام مع جاريته وقد ذكر الله
سبحانه تعالى في كتابه العظيم في سور عديدة عن الغيظ والاحسان منها
(وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ) وقال الله تعالى(وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ
وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ).
ومن ناحية اخرى يجب إعطاء الشاب حرية الحركة وعدم تعرضه للاحباط والفشل
واعطائه وبالاخص الاناث في المجتمعات العربية حرية التعبير عن أفكارهم
 في صورة لفظية، ان استبداد أحد الأبوين وتسلطه وحرمان الشاب من حريته
 يؤدي الى  غضب وثورة الشباب في بعض الاحيان اما المراهقة فتحدث في
 أحيان مظاهر الغضب قد تكون بالصورة التي نعرفها، وهي أسلوب الصراخ
والثورة ودفع الأبواب.او بأسلوب آخر يكون مصحوباً بالانطواء والعزلة
والإضراب عن الطعام وعن الكلام، وهذا الأسلوب أشدّ ضرراً على الشاب،
 لأن فيه كتماً لانفعال الغضب.وقد يكون العدوان في بعض الاحيان كمرض
عضوي مثل حدوث خلل في إفرازات بعض الغدد، كازدياد إفرازات الغدة الدرقية أو
فوق الكلوية أو التناسلية. وفي اخر هذه الاسباب يمكن ان نتطرق الى قسم من طرق
العلاج منها تقديم المثل والقدوة من الوالدين في ضبط النفس وكظم الغيظ والهدوء
والتروي.كذلك ينبغي عدم السخرية والاستهزاء بالشباب وعدم إظهاره بمظهر العاجز،
فإن ذلك يستثير غضبه وانفعاله. الابتعاد عن أسلوب إجبار الشاب على الطاعة لمجرد
 الطاعة، وينبغي إشعاره بأهميته وعدم إكراهه على القيام بأي عمل أياً كانت أهميته.
تعليمه الاقتداء بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:(ليس الشديد بالصرعة،
ولكن الشديد من يملك نفسه عند الغضب).

Comments are disabled.