المقدمة

لقد اثبتت السينما قدرتها على التأثير المباشر في حياة الناس من خلال مخاطبتها لمنظومة القيم الفكرية والاجتماعية السائدة في المجتمع فيما تقدمه من اعمال فكانت موضوعاتها مستقاة من تلك القيم في محاولة لتثبيتها أوتغييرها أوتهذيبها فصانع الفيلم لابد انه يريد ايصال شئ ما للمتلقين بغض النظر عن الجوانب الاخرى التي يسعى لتحقيقها والسينما من اكثر الفنون قدرة على فهم معاناة الانسان وتقديمها ((فالصورة لها قدرتها الفائقة في التأثير على متلقيها ‘فهي تمثيل ‘تجسيد‘مشابهة ‘محاكاة وبذا فهي تتفوق على الكلمة 0فالصورة هي بديل للواقع ‘وهي اقتطاع لجزء من الواقع ووضعه أمام المتلقي‘اي انها تجعل العالم مرئيا ))1كما انها تستثمر((الوسائط والامكانيات التعبيرية ‘المرئي منها والذهني ‘المحسوس والمجرد‘الواقعي والتخييلي 0ولما كانت الصورة السينمائية تنطوي على كل هذا الثراء التعبيري فقد شكلت ألية فريدة لتحقيق المتعة الذهنية وفتنة الحواس وتمرير الرسائل الفكرية والاخلاقية))2والكاتب يسعى لتوطيد العلاقة مع المتلقي من خلال الصورة و((الفنون بما فيها الفيلم دائما ”قصدية ‟فيما تريد ايصاله سواء أكان يتعلق بالمشاعر أوالافكار إذ إن الفنون دائما تدل على شئ ما 0فقدرة الفنون تأتي من قدرتها التعبيرية فالعمل الفني هو دائما بصدد شئ ما ملح يرغب الفنان في اخبار الاخرين عنه ))30

وسنتناول في هذه الدراسة واحد من الافلام السينمائية المصرية وهو فيلم (تيمور وشفيقة) للمخرج خالد مرعي انتاج عام 2007 حيث سنبرز فيه دور البطل الشرقي في تشكلات الحدث من خلال تتبع الفكرة المهيمنة في الفيلم وهي سلطة الرجل الشرقي وابرازها كبنية اساسية دالة على الحدث0

(1):الفيلم بين اللغة والنص ‘علاء عبد السيد ‘ص122

فيلم (تيمور وشفيقة)

              انتاج المجموعة الفنية المتحدة

               الماسة- النصر- الاوسكار

                             2007

           تأليف:تامر حبيب   –    اخراج:خالد مرعي

              بطولة

           احمد السقا

            منى زكي

           هالة فاخر

            رجاء الجداوي

موضوع الفيلم

قصة حب تنشأ منذ الطفولة بين تيمور (احمد السقا) وبين شفيقة (منى زكي ) القصة تتنازعها مجموعة من الخلافات يريد فيها البطل اثبات هويته الذكورية التي منحها له مجتمعه الشرقي وبين شفيقة التي تحاول اثبات ذاتها وهي واعية لاهمية دور الرجل الشرقي في حياتها ولكنها ترفض استبداده وتسلطه 0

عنوان الفيلم

————————————————————-عنوان الفيلم مأخوذ من اسم البطل (تيمور) والبطلة (شفيقة) ويبدو ان الكاتب اختار اسماء الابطال بعناية تلائم دور البطل والبطلة في بناء الاحداث فاسم البطل يذكرنا بقوة وقسوة تيمورلنك الذي ((هجم على بغداد سنة 795هجرية وفتك بأهلها افضع الفتك000ولقي الناس من جنده الويلات ))1واسم البطلة (شفيقة) من ((الشفقة واشفَقَ عليه فهو مشفق و”اشفَقَ “منه حَذرِه ))2يدلل على الضعيف المحتاج الى العطف والذي ينظر للاقوى بعين الحذر والخوف 0

(1):في أدب العصور المتأخرة ،ناظم رشيد ،ص12

(2):مختار الصحاح ،ابو بكر الرازي ،ص342  

المبحث الاول

بنية النزاع اساس تشكل الحدث

—————————-

النزاع حالة طبيعية بين البشر مادام الانسان يسعى الى اثبات انه الافضل أوالحصول على الافضل ف((تسودالعلاقات البشرية على مستوى الافراد والجماعات والاوطان حالة من النزاع الدائم وقد نستطيع القول :ان انعدام النزاع امر غير طبيعي ))1ولابد لهذا النزاع بأختلاف اسبابه ان ينتهي بالترجيح لطرف ما على الطرف الاخر اذ ((لابد لجدلية العراك هذه ان تؤدي في النتيجة الى التصفية اننا نشعر باللذة المأساوية منذ بداية السرد القصصي،لاننا نتوقع ان تذوب الثنائية وان يزول الشقاق بين الكائنات بفضل،تصفية نهائية،سواء أكان مبررها اخلاقيا أم اجتماعيا أم دينيا أم آيدولوجيا أما لذة الاختزال والتصفية (في أطارالنزاع بين الانا والاخر)فهي راسخة في النفس البشرية،وهي لذة مازوخية (عند تصفية الانا) وهي لذة سادية (عند تصفية الاخر) وقد تكون الاثنتين معا))2

يتشكل الحدث في فيلم (تيمور وشفيقة) من مجموعة من المشاجرات يبدأ الحدث من نقطة الخلاف ثم يتصاعد حتى ينفرج بأرتفاع صوت البطل وتحقيق غايته 0

البطل طالب في كلية الشرطة والبطلة طالبة في الجامعة يحدث أول خلاف بينهما عن زميل (شفيقة) في الجامعة ((يا بني رامز دا زميلي 000))3فيبدأ الحدث متوترا حتى يتصاعد بأ رتفاع صوت البطل ((اولا انا مسميش يا بني 000))4

 (1):دليل الدراسات الاسلوبية ،جوزيف شريم ،ص13

 (2):المصدر نفسه ،ص15

 (3):نسخة من الفيلم 0

 (4):المصدر نفسه 0

 وصوت البطلة معترضة ((هوانت عايز كل حاجة تمشي على مزاجك انت الي تقررأمتة نتخاصم وانت الي تقررأمتة نتصالح 0000))1ثم ينفرج الحدث بأرتفاع صوت البطل ((مش الرجل يا بت ولاأيه 0000))2

ثم لايلبث ان يهدأ الحدث حتى يعاود النمو من جديد فيتصاعد بخلاف أخر بينهما عن لبس (شفيقة) وهي تستعد للذهاب لحفلة عيد ميلاد صديقتها فيخبو الحدث بأرتفاع صوت البطل فتضطرللاستسلام وتغييرملابسها ثم ينهض الحدث من جديد في الحفلة فالحدث مشدود بشخصية (البطل) الذي بدا منفعلاوقلقا ف((الشخصية (سلوك) أيضا فجوهرالشخصية هوالفعل وسلوك الشخصية هوكينونتها))3 لذلك بدا الفعل الذي شكل الحدث متأزما طيلة احداث الفيلم أذ يحدث شجاربين (شفيقة) و(تيمور) بعد الحفلة بسبب شجاره مع زميل (شفيقة) ينتهي الحدث بمصادرة حق البطلة في الخروج

وممارسة البطل سلطته الشرقية((دالوقت يا تيمور انت من يوم عيد ميلاد مي وانت محرم علي الخروج خالص ولا حتى ازور صحباتي البنات صح وانا سمعت كلامك ومن يومهة من البيت للجامعة ومن الجامعة للبيت كدة ولالا0000))4فأغلب الخلافات بين (تيمور)و (شفيقة) يخرج البطل منها منتصرا وله الغلبة في النهاية الابعض المواقف التي تنتهي بالموافقة على ما تسعى له (البطلة) بعد محاولات مضنية للاقناع من (شفيقة) ووالدتها اذ ينمو خلاف جديد بينهما بسبب امتناع (تيمور) عن الموافقة على عمل (شفيقة) وبعد محاولاتها لاقناعه ومحاولات والدتها يعلن موافقته ويبدأ

مونولوج بصوت البطل يصرح فيه سبب رفضه ((ساعات بحس ان

(1):نسخة من الفيلم 0

(2):المصدر نفسه0

(3):السيناريو،ت :سد فيلد ،ص49

(4):نسخة من الفيلم 0

ان شفيقة دي بنتي بخاف عليهة آوي مَنَ كنت خايف عليهة لمَ كنت رافض حكاية الشغل دي لاقاصد آلغيهة ولا أي هبل من الكلام الي كانت فكرا دي دنيتي في حد يلغي دنيتو ))1 الا إن هذا التصريح لايضيف للحدث شيئا فالحدث بدا متوترا كشخصية البطل الذي شكله فهو يريد بهذا التصريح ان يثبت حبه للبطلة والحب ليس مبررا لألغاء الاخر وتقدم الكاتبة فاطمة المرنيسي وصفة سحرية غاية في الاهمية للرجال الشرقيين لأعادة التوازن – كما تشير- الى العلاقة بين الجنسين من خلال هذه الكلمة إذ تتبع جهود المفكر ابن قيم الجوزية ((في دراسته الرقيقة عن الحب (روضة المحبين) لأحصاء ستين لفظا لقول (أحبك) في العربية وقد اوضح ان العرب لايتفننون في التسمية الجامحة الا فيما يتعلق بمفاهيم شائكة تستعصي على الفهم ويضيف ان اطلاق كل هذه الالفاظ على مفهوم واحد هو اسلوب في الاحتفاء بظاهرة حضارية مهمة في مطلق الاحوال ))2 وفعلا بدا مفهوم الحب في الفيلم شائكا لدى البطل الشرقي مستعصيا على الفهم اذ أظهر سلوك البطل الحدث مضطربا يتصاعد مع ارتفاع صوته لحسم الخلاف لصالحه متذرعا بحبه وأحيانا بخوفه 0

وقد بدا الحدث بهذا الشكل:     صوت البطل                                 صوت البطل             


×                                                                      

نقطة الخلاف                صوت البطلة                                صوت البطلة

ثم يعاود الحدث بالنمو مرة اخرى بخلاف جديد بعد تخرج (تيمور) يعين في حراسات أحد الوزراء فيحدث خلاف بينه وبين (شفيقة) عن ذهابه في الاجازة مع الوزير وامتناعه عن الموافقة على ذهابها مع صديقاتها

(1):نسخة من الفيلم

الى (الغردقة) فتحدث نقطة الافتراق عندما يكتشف (تيمور) كذبة (شفيقة) إذ يبدأ الحدث بالانفصال عن البطل الذي شكله منذ بداية الفيلم حتى لحظة وصول شفيقة الى الغردقة واندهاش البطل من كسر (البطلة) نسق الحدث الذي اعتاد ان ينهيه بارتفاع صوته وتحقيق رغبته ((انت بتعملي آيه هنا00))1 فيقرر البطل ان يكشف عن شخصيته للبطلة بعد نزاع بينهما بسبب ذهابها الى الغردقة دون علمه :

        انا شايف انك غلطانة وتعتذري وانت حاسة بالندم من جواك وياقبل اعتذارك يامقبلوش

        انا مش حاعتذر يا تيمور ومن هنا ورايح مش حاقبل منك اي اوامر

غير لمَ تسمع وجهة نظري الاول ولاحاسمحلك انك تمحي شخصيتي عشان انت عايز تعمل فيها سي السيد

        ما شي يا شفيقة براحتك

        براحتي يعني آيه

        يعني انا منفعش أكون غير سي السيد2

ويتوقف الحدث المضطرب الذي تشكل منذ بداية الفيلم بتوقف العلاقة فيقرر البطل بعد اعترافه بعدم قدرته ان يكون غير (سي السيد) ((وطالما انت مش قابلاني كدة حاعتبرك زي اختي ))3

(1):نسخة من الفيلم

(2):المصدر نفسه

(3):المصدر نفسه

المبحث الثاني

البطل الشرقي ومسؤولية بناء الحدث

يبدأ الفيلم بسرد ذكريات الطفولة على لسان البطل الذي اتخذ على عاتقه مهمة البدء في سرد الحكاية التي يمثل هو الجزء الاهم فيها وفي تشكيل الاحداث وصناعتها ليعلن بداية الحدث ((انا تيمور صلاح الكاتب 00))1فهو مالك الاحداث والمسؤول عنها تبدأ حيث يكون وتتوقف اين يريد فهو مركز الحدث الذي تنطلق منه شخصية (شفيقة) إذ تبدأ بعده بسرد الحكاية بذكريات طفولتها عن تيمور ويبدأ البطل منذ بداية الفيلم بالتصريح بسلطته الشرقية المطلقة ((مافيش رجل عندنا تنكسر لو كلمة 00))2 وهو دائم التأكيد على رجولته ((مافضلش لشفيقة وممتها رجل  في الدنيا غيري ))3 ((بالزات بعد ما ابوية حصل ابو شفيقة 000))4 فنلاحظ اختفاء صور وملامح الرجال في الفيلم (والد شفيقة – والد تيمور) ولم تبق سوى صورة البطل الذي اختزل ادوار النساء في الفيلم خلف دوره (شفيقة – أم شفيقة – أم تيمور) فهم بحاجة دائمة له فبدت شخصية(شفيقة) مترددة خائفة قبل انفصال الحدث عن البطل الذي قرر استبدال مشاعره بعلاقة اخوية إذ لم يكن باستطاعته ان يكون غير (سي السيد ) فتوقف الحدث الذي شكلته مجموعة من الخلافات بابتعاد (تيمور) عن (شفيقة) ((سبع سنين مش عارفة فاتو ازاي والاستاذ تيمور بيعاملني فعلا زي ماكون اختو ))5 فتبدأ (البطلة) حياتها بعيدا عن سلطة (البطل) واستبداده فتكمل دراستها العليا وتعتلي منصب الوزارة وتبدو شخصيتها اكثر توازنا 

(1):نسخة من الفيلم

(2):المصدر نفسه

(3):المصدر نفسه

(4):المصدر نفسه

(5):المصدر نفسه

بابتعادها عن سطوة البطل ويعين (تيمور) في طاقم الحراسة الخاص بها فيعاود الحدث بالتشكل من جديد وتبدأ صورة البطل الشرقي بالظهور من جديد بعد منصب الوزارة الذي شكل عائقا لدى البطل الشرقي في اتمام موضوع الزواج إذ يرفض ان يتخلى عن وظيفته وفي الوقت نفسه يرفض ان يبقى في حراسة زوجته الوزيرة فيقرر الابتعاد عن البطلة بعد خلاف بينهما في اثناء حراسته لها وهي في رحلة عمل خارج البلاد ولاينقذه من مأزق ظهور الرجل الشرقي المتسلط سوى اضطرار الكاتب لنهاية مفتعلة لينجو البطل المستبد من اصطدامه بالرجل الشرقي المتحرر من قيوده الذكورية حيث تتعرض البطلة لعملية اختطاف من احدى الجماعات الارهابية ويتسلم (تيمور) مسؤولية البحث عن (شفيقة) بمفرده في بلد غريب لايعرف احياءه فيتتبع ويلاحق احد افراد العصابة في تلك الاحياء وكأنه أحد سكانها دون الاستعانة بواحد من طاقم الحراسة مثلا 0

لينمو الحدث بشكل مفتعل غير طبيعي حتى تضطر البطلة الى التنازل عن منصب الوزارة الذي بدا محفوفا بالمخاطر ومؤهلا للرجل اكثر من المرأة كما يشير البطل في احدى حواراته مع البطلة

-((لكن دالوقت معاليكِ تبقي سيادة وزير شؤون البيئة يعني المسمى الوظيفي ذكوري

-يعني انت دالوقت شايفني رجل ))1

وبعد انقاذ البطل لها تتنازل شفيقة عن الوزارة وتتزوج من تيمور 0

فملامح البطل تذكرنا بملامح البطل الخرافي وابطال السير الشعبية حيث المهمات الصعبة والتكليف بمهمة القضاء على الاعداء وعدم وجود الاب بمجرد الاشارة الى وفاته على لسان البطل ليتكفل (تيمور) ببناء حياته والمحافظة على (شفيقة) التي فقدت والدها أيضا ((وبعد ان ينجو البطل

 (1):نسخة من الفيلم  

من حبائل الشرير الذي يمثل الخصم يستقر في المكان الذي هو فيه ويتزوج من المرأة التي ذهب من اجلها أو ساعدته أو خاطر بنفسه من اجلها ))1 ثم ((يختتم البطل الخرافي دورة حياته بالعودة الى مكان انطلاقه،وقد علا شأنه))2 وحيث الفعل الذي يُسند للبطل الخرافي خاضع للمصادفة وليس لمنطق نمو الاحداث الطبيعي3 فكان بأمكان البطلة ان تنهي رحلتها خارج البلاد دون التعرض لعملية الخطف من الجماعة الارهابية التي لم تكشف اسباب خطفها لوزيرة البيئة دون غيرها من الوزراء في اجتماع ضم عدد كبير من الوزراء من مختلف الدول 0

ولكن هذه النهاية ستعيق البطل الشرقي من الظهور بشكل طبيعي في الاحداث إذ ستضطره الى تحديد شكل العلاقة بينه وبين البطلة التي لم يستطع البطل ان يتقبلها كصوت أخر غير صوته حتى يبدو وجوده بهذا الشكل ضرورة في نمو الحدث فلجأ الكاتب الى تلك الصدفة في تشكيل الحدث ليُظهر صورة البطل الشرقي طبيعية في نمو الاحداث التي تكفل بتشكيلها منذ بداية الفيلم وحتى النهاية 0

(1):موسوعة السرد ،عبدالله ابراهيم ،ص169

(2):المصدر نفسه

(3):ينظر المصدر نفسه ،ص170 

 

 

 الاستنتاج

لقد اسند الكاتب وظيفة بناء الحدث الى البطل الشرقي الذي سعى منذ بداية الفيلم ان يتكفل بمسؤولية تشكيل الاحداث حيث اعتمد بناؤها على سلوكه فشكل سلوك البطلة فعلا خاضعا وتابعا لفعل البطل الذي تحكم بمصائر الشخصيات التي سلمت زمام الامور بيده حتى يمارس سلطته الشرعية كرجل شرقي وبدأ الحدث متوترا عنيفا شبيها بشخصية البطل المستبد الذي يصادر جميع الاراء ويختزل جميع الاصوات خلف صوته ((ما فضلش لشفيقة وممتهة رجل في الدنيا غيري ))1 ((بالزات بعد ما ابوية حصل ابو شفيقة ))2 وعلى الرغم من ((ان ازدواج الشخصية ظاهرة اجتماعية موجودة في كثير من المجتمعات البشرية، وهي قد تكون ضعيفة أو قوية تبعا لتفاوت الظروف في كل مجتمع وسببها وقوع المجتمع تحت تأثير نظامين متناقضين من القيم ، فيضطر بعض الافراد من جراء ذلك الى الاندفاع وراء احد النظامين تارة ، ووراء الاخر تارة اخرى ))3 فالكاتب اراد ان يقدم صورة متوازنة للبطل الشرقي فنراه يقدم بطلا يحتفظ بسلوكيات الرجل الشرقي الذي يستبد برأيه وفكره ويستمع الى صوته فقط لاغيا الصوت الاخر متذرعا بالحب والمحافظة والخوف لكن هذا البطل فقد توازنه الذي اراده الكاتب مدفوعا بأزدواجيته إذ لم يحتمل هذا التوازن فاضطر ان يعلنها بصوت عال ((ما نفعش اكون غير سي السيد ))4 وظهرت شخصية البطلة على الرغم من ترددها وخوفها اكثر توازنا من البطل وظهر الحدث في فترة ابتعادها عن البطل اكثر هدوءا

(1):نسخة من الفيلم

(2):المصدر نفسه

(3):طبيعة المجتمع العراقي ، علي الوردي ،ص284

(4):نسخة من الفيلم

وهي تبحث عن رجلها الذي يناقش ويتحاور ويقتنع ويتنازل في شخصية الرجل الشرقي المحافظ والمسؤول فهي لاترى رجلا غيره ((اصل ماينفعش بدلة الظابط تليق على حد غير تيمور رجل يعني تيمور واي رجل في الدنيا بالنسبة لي غير تيمور ماسموش رجل ))1

(1):نسخة من الفيلم

المصادر

1-   السيناريو،سد فيلد ،تر:سامي محمد ،دار المأمون،بغداد،1989

2-  الصورة السردية ،شرف الدين ماجدولين ،الدار العربية للعلوم ناشرون ،الطبعة الاولى ،2010

3-  الفيلم بين اللغة والنص ،علاء عبد السيد ،منشورات وزارة الثقافة ،دمشق ،2008

4-  دليل الدراسات الاسلوبية ،جوزيف شريم ،المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع ،بيروت ،الطبعة الاولى ،1984

5-  طبيعة المجتمع العراقي ،علي الوردي ،منشورات سعيد بن جبير

6-  في أدب العصور المتأخرة ،ناظم رشيد ،مطبعة جامعة الموصل ،الموصل ،1985

7-  موسوعة السرد العربي ،عبدالله ابراهيم ،المؤسسة العربية للدراسات والنشر ،2005

8-  مختار الصحاح ،ابو بكر الرازي ،دار الرسالة ،الكويت

9-  هل انتم محصنون ضد الحريم ،فاطمة المرنيسي ،المركز الثقافي العربي ،الطبعة الثالثة ،2008

Comments are disabled.