يعد تصميم الاقمشه فعلا تنفيذياً لاعطاء هيئة القماش النهائية شكلاً مبتكراً بمواصفات كاملة من خلال تحقيق فكرة، تنفيذاً لمجموعة من الوحدات والعناصر المتميزة وربطها بعلاقات واسس تنظيمية مكونة تصميماً يخدم الناحيتين الوظيفية والجمالية ويلتقي مع الحاجة الاجتماعية حاملاً اصالة تثبت الهوية وتنمي طرازاً واسلوباً وتعددية في المعنى تخدم الموضوعات
.

وفي تصاميم الاقمشة هذه يتقدم الشكل كعنصر محقق للتصميم وهكذا ياتي ترتيب بقية العناصر بوحدة تنظيمية بحيث يتشكل من خلاله التاثير المطلوب، هنا يعتمد المصمم الى بناء عمل فني ويكون ذلك بفترة تتكرر فيها عمليات التجربة والخطا التي تثمر شيئاً فشيئاً عدداً من الاجزاء المنتقاة لتتخذ مواقعها في نظام معين يقتنع به الشخص الذي ينظمها فالمصمم يختار مفرداته ويبني تصميمه ويرتب عناصره ويعد السطح (الفضاء) العالم الذي يبنى فيه المصمم نظامه، عمله ويرتب الاشكال بحيث تشغل مواقعها في هذا الفضاء وتؤمن في الوقت نفسه النوازع الجمالية والتعبيرية ويكون التصميم وليد تداخل هذه العناصر واعتماد الواحد منها على الاخر، اكثر من كونها اجزاء مستقلة ضمن العمل الكلي.

وقرارات المصمم في وضع وتشابك وتمازج العناصر قد ينجم عنها تصميم او قد تنجم عنه فوضى فاذا لم تكن الوحدة منظمة يؤدي ذلك الى التشتت وعدم السيطرة وقلة تركيز المتلقي وعدم تحقيق انسجام تنظيمي بين الاشكال والعناصر لذا يكون هناك خلل، حيث انه يوجد شيء غير مكتمل لا يسهل ادراكه للتخلخل في بنية التصميم، هذا من حيث بناء العلاقات بين العناصر اما طريقة تنظيم المفردات فهي في مقدمة اسباب وجود العمل التصميمي، فنرى ان العمل يكون بناءاً نستطيع فهم اجزائه من خلال تحليله الى مكوناته الاولية على ان تتم دراسة كل عنصر بمحض علاقته بالعناصر الاخرى من حيث ان علاقته بالعناصر الاخرى ضمن الموضوع الواحد تؤثر فيه وتحدث اختلافاً في طبيعته ولا تكون قيمة العمل بمجموع قيم العمل فرادية بل تتلخص قيمة العمل بدراسة قيم العناصر وعلاقاتها وتاثيراتها على بعضها البعض داخل البناء التصميمي. اذن فان عملية البناء تشترط ان يكون العنصر ذا قيمة محددة وان يكون ذا خصائص لا يمكن ان تُعزل فهي تؤثر على البناء ،اما في حالة تنظيم العمل فنرى انه يمكن تنظيمه على نحو ما، حتى لو كان الشكل يفتقر الى الوضوح او الانتظام ومن المفروض ان تكون احجار بناء العمل قد نظمت في نمط ثابت هو الوسيط الفني،ويتم تنظيم عناصر الوسيط المادي التي يتضمنها العمل وتحقيق الارتباط المتبادل بينها، والشكل لفظ يدل على الطريقة التي تتخذ فيها هذه العناصر  موضعها في العمل كل بالنسبة الى الاخر والطريقة التي يؤثر بها كل منها في الاخر. اذن فهو يشتمل على ضروب من العلاقة منها التوازن او التضاد بين المساحات ويدل الشكل بهذا المعنى ايضا على نوع الوحدة التي تُحقق تنظيم المادة الحسية والموضوع. واهم ما نعرف به النظام ان افضل الكلمات في افضل نظام، وكثيراً ما يستخدم لفظ الشكل للدلالة على نمط محدد معين من التنظيم يتصف بانه تقليدي ومعروف. ومن الممكن ان تتحقق تنظيمات من خلال التراكيب الشكلية مثل الوحدة في التنوع او الوحدة العضوية في العمل الفني ومن حيث ان اداء العمل لوظيفته قائم على تماسكه الداخلي فيجب مراعاة ذلك في تغيير الاجزاء او العناصر داخل بنية العمل، وحيث يعد الشكل اقرب العناصر في تصاميم الاقمشة لذا نقول ان التنظيم الشكلي هو الرئيسي والتنظيمات الاخرى تابعة له لاسيما ان التنظيم الشكلي هو ناتج دخول شكل على شكل بالارتباط بالتماس بالتفاعل بالتجاور بالاقتراب بالابتعاد مع دخول صفات معينة تربط بينهما.

ان التنظيمات الشكلية تعني بالحتمية تنظيم الحركة اللامرئية في التصميم وهنا تبدو حالة الترابط بين كل الاشكال ونواتجها ومتحققات الفضاء فيها ومنها ترتبط بخيار واختيار وضع التحريك وجهته بل نسبته الى مناطق السكون فيه، لذلك يرتبط الناتج النهائي للتنظيم بالاتجاهات ولا يقوم نظام شكلي بدون نظام حركي الا ان النظام الحركي تابع وليس متبوع، ويكون النظام النهائي هو القوة الهدفية عند بناء الوحدة الاساسية ويتنوع بناء النمط التنظيمي والذي هو علاقات توزيع وتجميع التشكيلات في المتكونات التصميمية ضمن بناء متداخل متماسك يساعد معه التكرار والاستمرارية (الايقاع والتوازن في تحقيق الوحدة).

 وعند التحليل يؤشر النظام مدى استيعاب المصمم بامكانيات التاسيس والتكوين والتركيب والاشتقاق .. الخ.

ويتم تمايز الاعمال التصميمية من خلال اختلاف تنظيمات العناصر في العمل الواحد عن الاخر وقد يجمع المصمم هذه العناصر في حالة ما أي يجمع بين اللون والشكل والنسيج والخط.. الخ لينتج تصميماً وفي حالة اخرى قد يجمع بين هذه العناصر نفسها بطريقة مختلفة كلياً ليعبر عن استجابته الذاتية لتجربة شخصية وما هو جوهري في كل عمل فني هو القصد الاساسي الذي ينشده المصمم او يركز فيه والذي يفرض عليه ان يتخذ قراراته في العدد والانواع التي يستخدمها او الطريقة التي سينظم بها.

ويعد التنظيم شاملاً يوحد العناصر التي يستخدمها المصمم في بناء متداخل متماسك وقد يساعد التكرار والاستمرارية والتوازن والاوزان البصرية في تحقيق الوحدة كما قد يساهم هذا كله في تحقيق التنويع والتعقيد المطلوبين. ومن الفروقات بين البناء والتنظيم ان عملية البناء هي عملية خلق تكوينات على عكس عملية التنظيم فهي تجميع وترتيب، واذا رفع جزء فانه يؤثر على التنظيم اما في حالة البناء فرفع الجزء يخلق حالة جديدة وعلاقات جديدة اضافة الى ذلك هناك ضرورة وجود صفات مشتركة بين العناصر لتحقيق او خلق وحدة لتكوين بناء تصميمي اما في حالة التنظيم فمن الممكن ان تجمع اجزاء مختلفة في حالة تنظيمية معينة. هنا يؤكد على ضرورة اعطاء معنى او هدف من البناء كي يعطي دلالة اما في حالة التنظيم فمن الممكن ان تتشكل مجاميع غير دالة والاهم بها تحقيق الموازنة والتناسق والتماثل .. الخ.

ومن الممكن ان يكون البناء ذا اتجاه معين او يفقد اتجاهيته ،على العكس من التنظيم فمن المفروض ان يكون ذا اتجاه معين ويتم اكتمال البناء داخل بنية العمل التصميمي ويقود التنظيم الحدود الخارجية للعمل التصميمي (النسق) فيعد:

التغير التنظيمي= تغير النسق الدلائلي = بنية او بنى متباينة تصميمياً في الاقمشة.

Comments are disabled.