في نظرة متأنية لعوالم تصميم العلامات التجارية في العالم نجد التاثر الواضح بالتنوع الشكلي الذي بدأت بوادره منذ فجر حضارة بلاد الرافدين ووداي النيل وحضارات العالم المعاصرة الى اخر العلامات التي صممت بواسطة البرمجيات وبرامجياتها . فهي دون شك لم تصل هذه الاستطاعة التصميمية الكبيرة لولا الجهد الابتكاري الذي توافر بوحي من العمل التجاري وغيره والتي افرزت عن مسارين هما  :

– الاختزال الكبير للوحدات الشكلية .

– الطاقة التعبيرية الاتصالية العالية.

فقد احدثت القدرة الاختزالية للوحدات الشكلية من قيم لونية و كتابات و اشكال ذات ابعاد رمزية ودلالية ثورة قادت المتلقي باتجاه كم بصري اتصالي كبير فعلت فيه اليات التعبير التي وجدت في الاختزال المرمز قيمة ابلاغية مباشرة. وهو ماعمل عليه مصممو اوربا الطباعيون عندما قدموا في عام 2008و2009 مكنوناً شكلياً معززا كان الانقياد فيه نحو الخطاب المباشر الذي يمثل الحل الامثل في عصر تكنولوجي متشعب النشاطات سريع الخطوات متداخل الفعل اليدوي ، وفي واقع الامر فأن مصممي اوربا يشاركون مع الامريكان في استمرارية الاتجاهات الاسلوبية الحديثة التي تستند على التبسيط والتنوع والمباشرة دون المرور بالتفصيلات الشكلية التي لطالما شعبت افق التأويل ، لكل المتواجد ضمن المحيط التصميمي عموماً  يرى بوضوح التعامل التقني مع الترميزات الزخرفية للعلامات     اوتأكيد التكرارات التي لطالما اضعفت الشكل فالكتاب لم يعد رمز لمكتبة او مهرجاناً لكتاب   ويمكن ان يمثل بصفحة من صفحاته او سطراً كتابياً او انتقاءاً مقصوداً لأحرف،الى غير ذلك وبالطبع ورغم الصعوبات التي يمكن ان يواجهها المتلقي جراء الاختصارات الا ان ذلك لايمنع الوصول الى جوهر تقبل الفكرة  والذي يجري الان هو تعزيز لهذه الخطوة مع التأكيد على مشاركة مع ترابط العلاقة بين الشكل والمضمون ومستندة في ذات الوقت على مرجعيات المؤسسة او القيم اللونية التي تتصف بها لهذا فالتركيز على تقنية الاختزال ياتي متفقا مع ذلك وهنا مكمن الصعوبة التي تحتاج الى مصمم قادر على المزج الشكلي وايجاد ما يتناسب مع التوجهات الجديدة للعالم الحديث والذي اثمر عن ايجاد حلول واتجاهات تساهم في تطوير الافق التصميمي للعلامات التجارية،ولقد شاهدنا في حياتنا آلاف التصاميم التي تستند على شكل( أقواس قزح). ومع ذلك ، فإنه ، لا يسعنا إلا أن نحدق بإعجاب في السماء حتى لبضع ثوان عندما نرى قوس قزح. ونشعربالرغبة في التمعن فيه .ولقد وظف هذا الشكل كلاسيكيا في مجموعة كبيرة من التصاميم في السنوات الماضية ،لكن للاسف، سرعان ما نمر عليها سريعا ، ومع ذلك ، فإن الانبهار الكامل بألوانه لا يزال مستمرا. أخيرا ، كنا نشهد الكثير من من هذا التناغم البصري الي يجري التلاعب به في مجموعات متنوعة في الطرق وغيرها ،من ذلك استخدام الشفافية بغية تأكيد التأثيرات البصرية ، والقيم اللونية ، والانتقال من لون واحد إلى آخر ، والتحول من درجات اللون الاحمر الى الازرق وبالتالي الحصول على الإعجاب ، خاصة استخدام خلفية (سوداء) لأظهار القيم الضوئية كي تكون جاذبة للعين البشرية.وهذا النمط من العلامات ينقل مفاهيم التطور ، والتكنولوجيا ، والنضارة. مع ما يقرب من عدد لا حصر له من إمكانات الجمع بين الألوان ، والمؤثرات البصرية الخاصة. وما هو مثير حقا هو أنه على الرغم من ان التمثيل الكلاسيكي لقوس قزح انتهى ، لكن الرسالة لا تزال هي نفسها (ليست هناك حدود ،لا شيء مستحيل). على أن هذا الاتجاه الكلاسيكي افاد من كل ذلك باستخدام عناصر الجدة والحداثة ،فضلا عن ذلك فأن إلقاء نظرة على تصاميم العلامات. فان أول رد فعل؟ هوفي توظيف الأشكال ،الظلال الجميلة، والألوان الدافئة التي تعكس الأفكار ، مع الرموز التي تدل على اشياء معينة ، فهي تبدو وكأنها نتيجة للهو طفولي بريء يرغب الكثير في الحصول على مثلها ؟ والسبب ، ان هذا النوع من التصميم مختلف تماما. ولكن إذا نظرنا إلى الوراء ، إلى اعوام الثمانينات الذي كان فترة هندسية الاشكال مصحوبة بألوان واضاءات النيون ،هذا النوع من العلامات حصل على سمعة كبيرة  وظهور هذا الاتجاه يمكن أن يعزى أيضا إلى عودة قوية الى تقاليد اعوام الثمانينات  في الأزياء والتصميم الداخلي والصناعي ، ان الرسالة التي تصلنا من العلامات. تمثل في جوهرها ايجازا بصريا محددا في هدفيته ورموزه ومصممو اليوم أصبحوا أكثر وعيا وإدراكا وفهما لتاريخ وحركات وأساليب التصميم الحديث قياسا الى ما كانت عليه في السنوات السابقة. وهم يعيدون اكتشاف تصميم العلامات من جذورها ان (Minimalism ) كانت قوية ومستندة على (swooshes ) من خلال تألق الكرات العرضية وغيرها من المظاهر. ،لكننا نشهد تلاشي ( minimalism ) ، وهذا هو سبب يدعو الى تحمل المسؤولية فكل ثورة تكنولوجية حتما تلد ثقافة رومانسية مضادة وغالبية اتجاهات  هذه السنة لا تترجم الابتكارات في مجال التكنولوجيا في شكل مطبوع. ، واعتماد مجموعة متنوعة من الأدوات جعلت الطباعة بالأبيض والأسود لم يعد إلزاميا. وبعض الزبائن يدرك أنه عندما يختار اتجاها معينا ، فهو ينطوي على الغاء معنى شعاره عندما يتحول إلى الأسود والأبيض وفي عام 2008 سوف تتسع توظيفات التجسيم (الثلاثي الابعاد) في تصميم العلامات والتي من شانها أن تصل إلى أماكن مختلفة وتتناغم مع مختلف المشاهدين التواقين للجديد وللنظرة الحداثوية العصرية ولنأخذ مثالا على ذلك تلفي  علامة  Silverlight) (لأول مرة. حيث يحاول المتلقي استيعاب كل سمة فيه. ما هو أول رد فعل يحدث؟ ألف – واو؟ هل سنجد المتلقي معجبا ؟ هل سيثير  تصميم العلامة الشعوروالرغبة لكم ، ان البساطة والشفافية في التصميم يمكن أن تؤدي إلى عملية أكثر تعقيدا ، لكن علينا ان نتذكر شيئا واحدا وهو ان النتيجة النهائية يجب ان تحقق التماسك والعضوية العلائقية للعلامة وان استخدام التقنيات الثلاثية الابعاد انما يعطي نتائج مهمة من جهة اخرى يجيءاستخدام الاشكال المتماوجة فوق العلامات من قبل كبار مصممي الغرافيك وذلك لإعطاء المزيد من المرونة في التصميم. وتأكيد الحركة ، حيث يبرع المصممون في توظيف هذه التقنية من لون واحد الى آخر وهذه استراتيجية جيدة تشير إلى تفعيل الايهام الحركي وسرعة الاتصال ويمكن ان يكون هذا الاستخدام دافعا للكثير من المصممين للافادة من التنويعات الشكلية للخطوط وابراز انحناءاتها ومن الاتجاهات الاسلوبية الحديثة كذلك استخدام الشفافية التي اصبحت نمطا اخراجيا تقنيا ، تحت شعار الاناقة الشكلية و التواصل.حيث تقدم للمشاهد صورة جديدة وهي تتيح الجمع بين مختلف عناصر التصميم. وبفضلها يمكن اظهار القيم الجمالية للعلامة التي من خلالها جذب انتباه المشاهد.  هذه العلامات التي تنبني على أساس توظيف الحد الأدنى من الخطوط التي تتحقق عن طريق استخدام أقل عدد ممكن من العناصر الأساسية مثل الأشكال.غير المعقدة (البسيطة) وضبط النسب ، وهو ما يلائم بعض الرغبات الشخصية للافراد والشركات ،لكنه لا يزال يثير الارتباك في صفوف المحافظين. والسؤال : هل يمكن لهذا النوع من التصميم الاستمرار وتطوير القدرة الابتكارية لمصممي العلامات ؟ معظم الناس على استعداد ليقولوا لا ، سيما إذا كانت مبادئ تصميم العلامة كلاسيكية  ويغيب عنها الوضوح والمقروئية التي تستوجب النظر فيها. ومن الصحيح أن يقوم التصميم على الحد الأدنى من الخطوط التي تنقل الرسالةعلى الفور، مع ذلك ، نتفق على أن أكثرها نجح في اثارة اهتمام مشاعر ورغبة وفضول المشاهد ، الذي غالبا مايرغب في معرفة ماهية الرسالة المنقولة و اسم الشركة ، وتفحص معاني الرموزوبالتأكيد انه سيشعر بالاندهاش عندما يرى شيأ مختلفا لم يره عن ما هو معتاد على شبكة الإنترنت. ان أفضل وأكثر فعالية هو علامة تصمم على أساس الحد الأدنى من الخطوط وهو نوع يحتاج الى خبرة طويلة الأمد في الرسم والطباعة وتقنيات التصميم والاخراج الفني ويرى الكثيرون أن هذا الاتجاه يمثل الافضل في عام 2008. وحضر اتجاه اخر وهواستخدام فنتازيا الخيال العلمي في الخطوط  وذلك لتعزيز الرسالة التي تنقلها الصورة،لكن ماذا عن طباعة العلامات؟ ، ويعد اختيار الخط أمرا بالغ الأهمية. فالكثير من هذه العلامات يمكن أن تنسى. مع تطور عدد الحواسيب الشخصية للفرد الواحد ، فإننا نشهد الآن ظهور فئة جديدة من العلامات ، وذلك باستخدام ما يشير إلى هذه الصناعة التي تمزج الخيال العلمي في الخطوط. ،ان الاستعارة الشكية المتكررة من الخيال العلمي في الخطوط المستقيمة مع حواف الأشكال فرضت نفسها اتجاها جديدا في التصميم. حيث نلحظ اهتمام مختلف المصممين بهذه النوع من التوظيف الشكلي و دعونا نلقي نظرة على مثال كومباك. كومباك اختار هذا النوع من الخط لمشروع إعادة تصميم شعار الشركة في عام 2007. فمن الواضح أنها ارادت ان تقول : ” الناس يتحدثون انظر ماذا يحصل لكومباك “؟. انظر الإطار الحديث؟ وهذا مثال واضح على كون العلامة تننقل رسالة أساسية ليس عن طريق صياغة الشكل فقط. بالمقابل هناك رغبةعند المصممين في العودة إلى الأساسيات لعرض مهاراتهم وينعكس ذلك  في موضوع Origami ؛ و رغبة حقيقية للعمل مع مختلف الأشياء عند تنفيذ تلك المشاريع. وتقديم فن يتصف بالبساطة والمرونة والتعامل مع العوالم الرقمية ، وهو اتجاه يتطور بطريقته الخاصة ، لأنها عملية رغم انه لايتوقع الاستمرار فيه لسبب بسيط هو اظهار نتائج مماثلة في بعض الأحيان. هذا التوجه يعيد إلى الأذهان فن طي الورق الياباني ، الذي يكون الهدف فيه استخدام الطيات الصغيرة والطيات لتحقيق أشياء معقدة وحساسة. وهو ما يمكن ان يشكل تحديا للمصممين لأنه يعني اهدار الكثير من الوقت والجهد لوضع علامة تستخدم عدد صغيرة من المفردات بهدف الحصول على نتائج معقدة. هذا وبرز اتجاه
يستخدم انواع حروفية وكتابية مستلة من فن  الخط العربي الذي يمتلك من المرونة والمطواعية التصميمية مايكفي  ، لكنه يتطلب دراية ومعرفة تقنية تنفيذية،خاصة عند المصمم الاجنبي غير العارف بخباياه واسراره. والتي ترتبط بمناخات العالم العربي والاسلامي وان مايسمى بالأرابيسك يحتاج الى مهارة وحرفية عالية
ويسير هذا الاتجاه  جنبا إلى جنب مع إحياء الفن التصويري حيث يلاقي اهتماما متزايدا من المصممين وغيرهم حيث لوحظ في السنوات القليلة الماضية : تشكيل انماط معقدة التفصيل تعبر عن مناخات مشحونة بالعواطف سواء اكانت على شكل مطبوع اوشكل رقمي. تصل مباشرة من منطقة الشرق الأوسط ،ويحاول الكثير من مصممي أوروبا وأمريكا اللحاق بها بسرعة. والسبب كما نرى رغبة المصمم بالتفرد لحملها الكثير من الترميزات والمحمولات الدلالية خاصة وانها تدمج بين القديم والحديث من انماط الخط العربي
الذ يعد فنا حقيقيا في مزاياه وخصائصه والتي قلما توجد في منظومة تكوينية اخرى فضلا عن الانسجام والقدرة البلاغية في الايصال ومن المفيد ان نشير الى ان عام 2008 شهد عودة الى اسلوب الحداثة الكلاسيكية ،التي  ينظر العديد من المصممين على انهه طريقة “آمنة” ووسيلة مناسبة لتصميم علامة. لكن في العام التالي توصلنا الى أكثر الأشكال حقيقية حيث كل شيء محسوب ومن ضمن ذلك توظيف المساحات البيضاء التي استخدمت  بذكاء ، اما في الحداثة والكلاسيكية ، فلدينا اشكال اساسية ، حادة ، مع ذكاء في استخدام المساحات البيضاء ، ان التركيز على العلامات الحداثوية ، حيث الفكرة والتنفيذ هي أولا وقبل كل شيء وإن الألوان والأشكال ضئيلة وقوية. اذ تحيل هذه العلامات الشعور بالثقة ، والأمن ، والواقعية ويتم إنجازه مع الحد الأدنى من الموارد. وهي مصممة بطريقة للفت الانتباه واثارة الدهشة والسؤال : هل يمكن ان يساعد هذا النوع من تصاميم العلامات إلى انتشار جيد للشرة والمنتوج ؟ معظم الناس على استعداد ليقول لا ، سيما إذا كانت مبادئ التصميم كلاسيكية وتقليدية خاصة في التعامل مع الوضوح والمقروئية والتلقي البصري الذي يلزم النظر والتمحيص فيه ومن الصحيح أن تصمم العلامات بالحد الأدنى من الخطوط كي تصل الرسالة. ومع ذلك ، نتفق على أن أكثر ما يثير اهتمام المتلقي ومشاعره ورغبته هو في “معرفة” ما هية الرسالة التي يراد تلقيها. فأولئك الذين يبحثون في هذه التصاميم يودون على الفور معرفة اسم الشركة ، وفهم معاني الرموز. فضلا عن ذلك ، الاهتمام بعنصر الصدمة عندما يرى شيئا جديدا ومختلفا تماما عن ما هو معتاد على شبكة الإنترنت او في المطبوعات او الشوارع الى غير ذلك . لهذايمكن القول إن هذا النوع من العلامات يثبت في كثير من الأحيان إلى أنها ينبغي ان تكون أكثر فاعلية من مجرد كونها علامات تتفق مع القواعد الكلاسيكية والتقليدية. وكلما كان التصميم مختلفا عن ما موجود في هذه الصناعة كان افضل ، والأفضل والأكثر فاعلية هو التصميم المنفذ على أساس الحد الأدنى من التفصيلات وهو اسلوب يحتاج إلى خبرة طويلة الأمد في التصميم الطباعي والطباعة من جانب اخر كثيرا ما نسمع كلمة “ويب ” من الزبائن الذين يطلبون نوع محدد من هذا التصميم. مصطلح الويب في الواقع يشير إلى بعض التكنولوجيات (اياكس ، روبي ، الخ). ، وفي الواقع يمكننا القول ان هناك اتجاها جديدا في التصميم الجرافيكي يهتم بهذا النمط من التوجهات، لهذا السبب نجد هناك عدد هائل من الدروس على شبكة الإنترنت التي تتيح للمصممين تحويل العلامات الى الانترنت.اذن ما هي سمات هذا النوع؟ الوان زاهية ، لطيفة ، ايقونات مجسمة ، وأسطح براقة ، تدرجات ظلية. الخطوط بسيطة معظمها متقارب. ، بعض هذه العلامات جميلة. لكننا نتوقع ان تهمل مع التطور التقني الحالي الذي تمر به الشبكة العنكبوتية ومن المثير للاهتمام ، ونحن واثقون من أن هذا النوع يمكن أن يطلق عليه ” شعارالتفاح “. الذي عرفناه من خلال شركة آبل ، في عام 1998  تخلت أبل عن “شعار قوس قزح” ، وأطلقت شعار “ابل الزجاجي  “. هذا الشعار تحول الى واحدة من أشهر العلامات التجارية في العالم حيث مثلت صورة مشرقة ساهمت في تطور تصميم العلامات.

Comments are disabled.