جرت مناقشة اطروحة الدكتوراه الموسومة (آليات التأويل الظاهراتي في الخطاب التشكيلي المعاصر واشتغالاتها في تربية الوعي الجمالي ) للباحث (عباس تركي المنصوري) وبأشراف (أ.م.د. هيلا عبد الشهيد مصطفى ) ويرى الباحث طروحات الفن التشكيلي المعاصر عبر ظواهر تشكيلية تبعث على الغرابة وغموض الدوافع النفسية . ولم يكتف هذا الغموض وتلك العوالم الغرائبية على نخبة الفنانين وأروقة المعارض او صالات العرض , بل دخلت الى كافة نشاطات الانسان الإعتيادي نتيجة للتطور التكنولوجي في وسائل الاتصال واصبحت تلك الوسائل لا تقتصر على مهمتها التقليدية بوصفه جانب مستقل عن التجربة الفنية بل ان العمل الفني طوع هذه الوسائل لمصلحته حتى اصبحت جزءا لا يتجزأ منه , كما هو الحال في التيارات الفنية المتمثلة (بالفن الشعبي , الفن المفاهيمي , وفن الفلوكس) وغيرها من الحركات الفنية المعاصرة التي رفعت شعار ( الفن لمن لا فن له ) , ما ولد ازمة نقدية في وعي الناقد والمتلقي المتعلم نتيجة لاختلال التوازن بين ادراك النتاج الفني ورضوخه للمتغير الآني , مما اقتضت الضرورة الاهتمام بتربية الوعي الجمالي لدى متلقي الفنون التشكيلية المعاصرة من وجهة نظر الفلسفة التأويلية الظاهراتية في هذا البحث . وتجلت مشكلة البحث بالإجابة عن التساؤلات الآتية:- (ماهي آليات التأويل الظاهراتي في الخطاب التشكيلي المعاصر ؟ وماهي اشتغالاتها في تربيته الوعي الجمالي ) .

أما هدفا البحث الذي يسعى الباحث الى تحقيقهما :

1-             الكشف عن آليات التأويل الظاهراتي في فنون ما بعد الحداثة

2-             التعرف على اشتغالات آليات التأويل الظاهراتي في تنمية الوعي الجمالي.

وتحددت حدود البحث , بالأعمال الفنية لتيارات الفن المعاصر ( الفن الشعبي (البوب ارت) , والفن البصري (الأوب ارت) , وفن السوبريالية , والفن المفاهيمي بأنواعه فن اللغة , وفن الجسد , وفن الارض)  للمدة الزمنية من ( 1995 – 2010 ) . واختتم الفصل الأول بإستعراض اهم المصطلحات والتعاريف التي وردت في متن البحث .

      اما الفصل الثاني فإنه يضم اربعة مباحث تناول المبحث الاول تطور الفلسفة الظاهراتية تاريخيا , والمبحث الثاني تمرحلات الفلسفة التأويلية وآلياتها , في حين تناول المبحث الثالث آليات التأويل الظاهراتي في الخطاب التشكيلي المعاصر, وضم المبحث الرابع تربية الوعي الجمالي على وفق آليات التأويل الظاهراتي . واختتم الفصل الثاني بالمؤشرات التي تمخضت عن الاطار النظري , واستعراض اهم الدراسات السابقة ومناقشتها . في حين يشتمل الفصل الثالث على اجراءات البحث  وهي كما يأتي : –

أ – اطار البحث البالغ (300) عملا معاصرا بعد ان تعذر حصر المجتمع الاصلي  .

ب – عينة البحث التي بلغت ( 20) عينة أخذت بطريقة قصدية وضمت العينة على صدق العينة وثباتها , ثم الوسائل الاحصائية المستخدمة .

ج – التحليل : تم تحليل نماذج العينة على وفق متطلبات الوعي الجمالي للتربية الفنية ومنهجها الحديث. 

واحتوى الفصل الرابع على : أ – النتائج ومناقشتها ومنها

        ظهور آلية القصدية بعشرين تكرارا من مجموع العينة الكلي البالغ (20) عينة اي بنسبة(100%) وبشكل متساو على جميع التيارات الفنية المعاصرة التي تناولها البحث .

    حصلت (القبلية) على (18) تكرارا اي بنسبة ظهور بلغت (90%) اذ ظهرت في فن (الاوب ارت , والسوبريالية) بشكل متساوي وبجميع عيناتهما , في حين لم تظهر في عينة واحدة في كل من ( البوب ارت , والمفهومي ) .

   آلية (التقويض) حصلت (18) تكرارا  من العينة وبنسبة ظهور بلغت (90%) وقد حصل التقويض في جميع التيارات الفنية في البحث .

    ظهرت (آلية المعنى الممثل) في تسعة عشر عينة اي بنسبة (95%) وتوزعت بشكل متساو في فنون    ( البوب ارت , والاوب ارت , والمفهومي ) في جميع عيناتها .

   فيما يتعلق بآلية المعايشة فقد سجلت (18) تكرارا وبنسبة ظهور اجمالية بلغت (90%) من العينة الكلية  .

       آلية ( التوحد مع الجسد) حصلت على (11) تكرار بنسبة ظهور (55%)  كان ظهورها في فن (البوب ارت) قد تحدد بخمس عينات , في حين لم تظهر في فن(الاوب ارت) , و(3) في (السوبريالية) , وكذلك (3)عينات للفن (المفهومي) .    

آلية (الحضور والغياب) سجلت (18) تكرارا وبنسبة ظهور بلغت (90%) كان حصة فن (البوب ارت) (5)عينات , (والاوب ارت) و(السوبريالية)على (4)عينات لكل منهما , و الفن (المفهومي ) (5)عينات من اجمالي العينات الثماني عشر التي حصلت عليها هذه الالية , واختتم الباحث الفصلالرابع بعدة استنتاجات كان من بينها :

1-      ان القراءة التأويلية للخطاب التشكيلي تكشف عن انفتاح في معنى الشيئية للنتاج الفني .

2-      ان الوعي الجمالي ينتج عن مستويات منها : التمثل والفهم , يتبعه تأمل وتخيل وصولاً إلىالمعرفة

الواضحة  .وقدم الباحث عدد من المقترحات منها : تبني اليات التأويل الظاهراتي للخطابالتشكيلي المعاصر في  تدريس طلبة الدراسات العليا في قسم التربية الفنية  .

وأوصى الباحث بعدة توصيات منها آليات التأويل الظاهراتي في الفن المعاصر ودورها فيتربية الذوق الفني .

 

Comments are disabled.